داود في باب الاستئذان بالدق [1] في سننه, فهذا يجري مجرى الاستئذان, وجرت به العادة في هذه الأعصار وقبلها بأزمنة, بل وجد في عهد الصحابة أن طرق الباب يؤذن بأن شخصاً عند الباب, فيضربه ثلاث مرات متفرقة, فالمرة الثالثة إن لم يؤذن له فينصرف, وحينئذٍ يجب الانصراف ويحرم أن يزيد رابعة ,ويجب على الإنسان إذا سئل عن اسمه وهو يستأذن على أهل البيت، أن يصرح باسمه, ولا يقول: أنا, وقد استأذن جابر مرةً على النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: «من»؟ , فقال: أنا, فقال: "أنا أنا", فكأنه كرهها. [2]؛ لأنه لا يحصل بها التعريف, فإن (أنا) تصدُق على جميع الناس، فلا يقول الإنسان: أنا, بل يقول: أنا فلان, وإن كان معروفاً بصوته، لأجل أنه قد تختلط الأصوات على صاحب المكان، وصح عن أبي موسى - رضي الله عنه -: أنه أتى عمر، فاستأذن ثلاثاً، فقال: يستأذن أبو موسى، يستأذن الأشعري، يستأذن عبد الله بن قيس. فلم يؤذن له، فرجع، فبعث إليه عمر ما ردك، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «يستأذن أحدكم ثلاثاً فإن أذن له وإلا فليرجع» (3) [1] سنن أبي داود (4/ 512). [2] أخرجه البخاري (رقم: 8965) ومسلم (رقم: 2155).
(3) أخرجه ومالك (رقم: 3540) والطيالسي (رقم: 2164) والبخاري (رقم: 1956) ومسلم (رقم: 2153) وأبو داود (رقم: 5183) وابن ماجه (رقم: 3706).