نجتمع معه في المسجد فيسكب علينا حديث ابن مسعود, وكان أبو الأحوص من أحفظ الناس لحديث ابن مسعود. فلا إشكال في إسناده إن شاء الله, لكنه لا يدل إلا على الكراهة.
قوله: (وإذا دفع إناء الشُّرب أو اللقمة دفع إلى من على يمنيه، كذلك كان يفعل النبي - صلى الله عليه وسلم -)
السنة إذا أتي بطعام يدور على مجموعة من الناس أنه يبدأ برئيس أو عالم أو والٍ أو أكبر من في المجلس أو صاحب الدار, ثم بعد ذلك من على يمين الشارب, ويستوي في هذا أن يكون هذا الإناء به الطعام كاملاً؛ كإناء الشرب, أو يكون يسقيهم شيئاً فشيئاً؛ كما هي حال القهوة والشاي الآن, ودل على هذا خبر أنس - رضي الله عنه - في الصحيحين، أنه قال: أتي النبي - صلى الله عليه وسلم - بلبن قدِ شيب بماء فشرب، وعن يمينه أعرابي، وعن شماله أبو بكر - رضي الله عنه - , ثم أعطى الأعرابي وقال: «الأيمن فالأيمن» (1)
أي: أعطوا الأيمن فالأيمن, ونحوه أيضاً عند البخاري من حديث سهل بن سعد، وفيه: وعن يمينه غلام. (2)
(1) أخرجه البخاري (رقم: 5289) ومسلم (رقم: 2029).
(2) أخرجه البخاري (رقم: 2319) ومسلم (رقم: 2030).