يا رسول الله, الرجل منا يلقى أخاه أو صديقه أينحني له؟ قال: «لا» قال: أفيلتزمه ويقبله. قال: «لا» قال: أفيأخذ بيده؟ قال: «نعم» (1)
وهذا الحديث من منكرات حنظلة السدوسي, وهو على قلة روايته منكر الحديث, ونقول: السنة عند الملاقاة المصافحة فقط إذا كان في الحضر, وكثرة اللقاء, فالمصافحة كافية مع السلام, أما إذا كان من سفر أو غيبة طويلة فتشرع المعانقة, فقد روى الطبراني في الأوسط بإسناد لا بأس به عن أنس - رضي الله عنه -، قال: كان أصحاب النبي إذا تلاقوا تصافحوا، وإذا قدموا من سفر تعانقوا.
فالمعانقة إنما تكون عند القدوم من الأسفار, هذا ما فعله الصحابة.
ومعنى المعانقة: أن يلي العنق العنق ويحاذيه, والغيبة الطويلة تنزل منزلة القدوم من سفر، وهذا من باب القياس، لا سيما مع اتساع البلاد, وقد كانوا من قبل في حي واحد صغير, حتى كان الجامع الواحد يكفي البلد, ولم يحدث جامعان في مصر واحد؛ إلا في بغداد سنة 282هـ, كما قال بعض علماء المالكية في خلافة المعتضد: كان في كل مصر جامع واحد
(1) أخرجه الترمذي (رقم: 2728) أخرجه أحمد (رقم: 13075) وعبد بن حميد (رقم: 1217) وابن ماجه (رقم: 3702) واستنكره الأمام أحمد كما في الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (3/ 240).