وعَنْ قَيْسِ بن حَبْتَرٍ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ:"يَا حَبَّذَا الْمَكْرُوهَانِ: الْمَوْتُ وَالْفَقْرُ، وَأَيْمُ اللَّهِ أَلا إِنَّ الْغِنَى وَالْفَقْرَ وَمَا أُبَالِي بِأَيِّهِمَا ابْتُلِيتُ، إِنْ كَانَ الْغِنَى إِنَّ فِيهِ لَلْعَطْفِ، وَإِنْ كَانَ الْفَقْرُ إِنَّ فِيهِ لِلصَّبْرِ". أخرجه الطبراني (1)
ولا شك أن المؤمن الصادق يحب الموت، لأن فيه لقاء الله تعالى وهو أغلى أمنية عنده، ولأنه يتخلص من عذاب الدنيا وهمومها وغمومها التي لا تنقطع، ومن أسباب ضياع المسلمين اليوم هو حب الدنيا وكراهية الموت، كما ورد هذا في حديث صحيح عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - «يُوشِكُ الأُمَمُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمْ كَمَا تَدَاعَى الأَكَلَةُ إِلَى قَصْعَتِهَا». فَقَالَ قَائِلٌ وَمِنْ قِلَّةٍ نَحْنُ يَوْمَئِذٍ قَالَ: «بَلْ أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ وَلَكِنَّكُمْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ وَلَيَنْزِعَنَّ اللَّهُ مِنْ صُدُورِ عَدُوِّكُمُ الْمَهَابَةَ مِنْكُمْ وَلَيَقْذِفَنَّ اللَّهُ فِى قُلُوبِكُمُ الْوَهَنَ». فَقَالَ قَائِلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا الْوَهَنُ قَالَ «حُبُّ الدُّنْيَا وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ». (2)
ـــــــــــــ
(1) - برقم (8436) وتهذيب الآثار (2557) وهب (9617) والزهد لأحمد (854) والحلية 3/ 121 و تاريخ أصفهان 2/ 231 وتاريخ بغداد 1/ 347 والفيض 6/ 279 وهو حسن موقوف. وايم الله: أسلوب قسم بالله تعالى وأصلها ايمُن الله، الابتلاء: الاختبار والامتحان بالخير أو الشر
(2) - أخرجه أبو داود برقم (4299) صحيح