responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : هداية القرآن للتي هي أقوم نویسنده : الشحود، علي بن نايف    جلد : 1  صفحه : 123
أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي، وَآتانِي رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ؟ أَنُلْزِمُكُمُوها وَأَنْتُمْ لَها كارِهُونَ؟» ..
وقالها صالح - عليه السّلام -: «قالَ: يا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآتانِي مِنْهُ رَحْمَةً، فَمَنْ يَنْصُرُنِي مِنَ اللَّهِ إِنْ عَصَيْتُهُ؟ فَما تَزِيدُونَنِي غَيْرَ تَخْسِيرٍ» ..
وقالها إبراهيم - عليه السّلام -: «وَحاجَّهُ قَوْمُهُ. قالَ: أَتُحاجُّونِّي فِي اللَّهِ وَقَدْ هَدانِ؟» ..
وقالها يعقوب - عليه السّلام - لبنيه: «فَلَمَّا أَنْ جاءَ الْبَشِيرُ أَلْقاهُ عَلى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيراً. قالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ: إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ ما لا تَعْلَمُونَ؟» ..
فهي حقيقة الألوهية كما تتجلى في قلوب أوليائه ممن يتجلى اللّه لهم في قلوبهم فيجدونه - سبحانه - حاضرا فيها ويجدون هذه الحقيقة بينة هنالك في أعماقهم تسكب في قلوبهم اليقين بها. وهي الحقيقة التي يأمر اللّه نبيه أن يجهر بها في مواجهة المشركين المكذبين الذين يطلبون منه الخوارق لتصديق ما جاءهم به من حقيقة ربه، الحقيقة التي يجدها هو كاملة واضحة عميقة في قلبه: «قُلْ إِنِّي عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي، وَكَذَّبْتُمْ بِهِ» ..
كذلك كانوا يطلبون أن ينزل عليهم خارقة أو ينزل بهم العذاب، ليصدقوا أنه جاءهم من عند اللّه .. وكان يؤمر أن يعلن لهم حقيقة الرسالة وحقيقة الرسول وأن يفرق فرقانا كاملا بينها وبين حقيقة الألوهية وأن يجهر بأنه لا يملك هذا الذي يستعجلونه فالذي يملكه هو اللّه وحده وهو ليس إلها، إنما هو رسول: «ما عِنْدِي ما تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ، إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ، يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفاصِلِينَ» ..
إن إيقاع العذاب بهم بعد مجيء الخارقة وتكذيبهم بها حكم وقضاء وللّه وحده الحكم والقضاء. فهو وحده الذي يقص الحق ويخبر به وهو وحده الذي يفصل في الأمر بين الداعي إلى الحق والمكذبين به.
وليس هذا أو ذلك لأحد من خلقه.
وبذلك يجرد الرسول - صلى الله عليه وسلم - نفسه من أن تكون له قدرة، أو تدخل في شأن القضاء الذي ينزله اللّه بعباده. فهذا من شأن الألوهية وحدها وخصائصها، وهو بشر يوحى إليه، ليبلغ وينذر لا لينزل قضاء ويفصل. وكما أن اللّه سبحانه هو الذي يقص الحق ويخبر به فهو

نام کتاب : هداية القرآن للتي هي أقوم نویسنده : الشحود، علي بن نايف    جلد : 1  صفحه : 123
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست