الأمر السابع: الخلق الحسن من أعظم الأساليب التي تجذب الناس إلى الإسلام، والهداية، والاستقامة؛ ولهذا من تتبَّع سيرة المصطفى - صلى الله عليه وسلم - وجد أنه كان يلازم الخلق الحسن في سائر أحواله وخاصة في دعوته إلى الله تعالى، فأقبل الناس ودخلوا في دين الله أفواجاً بفضل الله تعالى ثم بفضل حسن خلقه - صلى الله عليه وسلم -، فكم دخل في الإسلام بسبب خلقه العظيم.
فهذا يُسلم ويقول: ((والله ما كان على الأرض وجه أبغض إليَّ من وجهك فقد أصبح وجهك أحبَّ الوجوه كلها إليَّ)) [2].
وذاك يقول: ((اللهم ارحمني ومحمداً ولا ترحم معنا أحداً)) [3]، تأثر بعفو النبي - صلى الله عليه وسلم - ولم يتركه على تحجيره رحمة الله التي وسعت كل شيء، بل قال له: ((لقد تحجَّرت واسعاً)).
والآخر يقول: ((فبأبي هو وأمي ما رأيت معلماً قبله ولا بعده أحسن تعليماً منه)) [4].
والرابع يقول: ((يا قومي أسلموا فإن محمداً يعطي عطاءً لا يخشى الفاقة)) [5].
والخامس يقول: ((والله لقد أعطاني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما أعطاني وإنه [1] مسلم في صلاة المسافرين، باب جامع صلاة الليل ومن نام عنه أو مرض، برقم 746. [2] البخاري، كتاب المغازي، باب وفد بني حنيفة، برقم 4372، ومسلم، كتاب الجهاد والسير، باب ربط الأسير وحبسه وجواز المنّ عليه،، برقم 1764. [3] البخاري، كتاب الأدب، باب رحمة الناس والبهائم، برقم 6010. [4] مسلم، كتاب المساجد، باب تحريم الكلام في الصلاة ونسخ ما كان من إباحة، برقم 537. [5] مسلم، كتاب الفضائل، باب ما سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيئاً قط فقال: لا، وكثرة عطائه، برقم 2312.
نام کتاب : مقومات الداعية الناجح في ضوء الكتاب والسنة نویسنده : القحطاني، سعيد بن وهف جلد : 1 صفحه : 326