نام کتاب : مفرق الطريق في القرآن الكريم نویسنده : الشحود، علي بن نايف جلد : 1 صفحه : 85
العملية في الحياة. من تلقي الشريعة والتوحيد من اللّه في كل شأن من شؤون الحياة. والتوجه كذلك إلى اللّه في كل نشاط وكل اتجاه.
وعقب هذا الإيضاح الحاسم في مفرق الطريق، بإعلان الوحدانية المطلقة لذات اللّه وصفاته، يجيء الحديث عن وحدانية الجهة التي تتنزل منها الأديان والكتب والرسالات. أي التي يتنزل منها المنهج الذي يصرف حياة البشر في جميع الأجيال: «نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ - مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ - وَأَنْزَلَ التَّوْراةَ وَالْإِنْجِيلَ مِنْ قَبْلُ - هُدىً لِلنَّاسِ - وَأَنْزَلَ الْفُرْقانَ. إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ اللَّهِ لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ. وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقامٍ».
وتتضمن هذه الآية في شطرها الأول جملة حقائق أساسية في التصور الاعتقادي، وفي الرد كذلك على أهل الكتاب وغيرهم من المنكرين لرسالة محمد - صلى الله عليه وسلم - وصحة ما جاء به من عند اللّه.
فهي تقرر وحدة الجهة التي تتنزل منها الكتب على الرسل. فاللّه الذي لا إله إلا هو الحي القيوم، هو الذي نزل هذا القرآن - عليك - كما أنه أنزل التوراة على موسى والإنجيل على عيسى من قبل. وإذن فلا اختلاط ولا امتزاج بين الألوهية والعبودية. إنما هناك إله واحد ينزل الكتب على المختارين من عباده. وهناك عبيد يتلقون. وهم عبيد للّه ولو كانوا أنبياء مرسلين.
وهي تقرر وحدة الدين ووحدة الحق الذي تتضمنه الكتب المنزلة من عند اللّه. فهذا الكتاب نزله - عليك - «بِالْحَقِّ» .. «مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ» .. من التوراة والإنجيل .. وكلها تستهدف غاية واحدة: «هُدىً لِلنَّاسِ» ..
وهذا الكتاب الجديد «فرقان» بين الحق الذي تضمنته الكتب المنزلة، والانحرافات والشبهات التي لحقت بها بفعل الأهواء والتيارات الفكرية والسياسية (التي رأينا نموذجا منها فيما نقلناه عن الكاتب المسيحي سيرت. و.أرنولد في كتاب «الدعوة إلى الإسلام»).
نام کتاب : مفرق الطريق في القرآن الكريم نویسنده : الشحود، علي بن نايف جلد : 1 صفحه : 85