نام کتاب : مذكرات شاهد للقرن نویسنده : مالك بن نبي جلد : 1 صفحه : 399
وعلى اليسار عند المدخل قاعة صغيرة، يفصلها عن القاعة الكبيرة جدار خشبي، وتضيئها نافذة عادية مطلة على شارع (فوشييه) قبالة باب المؤسسة المسيحية، ربما كانت سابقاً مكتب الحداد، فقدمها (سوالمية) لنا:
- هذا مكتب النادي ...
كانت النظافة تسود المكان، فارتاحت نفسي له، وبدأت أفكاري تعود إلى مجراها، بقدر ما بدأت أنسى حانة (المرايا) وأتصور الحياة بالنسبة لمهمتي في هذه الورشة، مع العلم أن زوجي ستتولى بمواهبها النادرة بوصفها نجارة وخياطة وسيدة منزل ماهرة، جانب حياتي المادية، دون أن أفكر لحظة واحدة في الراتب الشهري، ودون أن يكلمني فيه أحد، وإنما اقتنعت بحسن النية التي شعرت بها عند الجميع، وخصوصاً بتصميم (سوالمية) في الموضوع، ورأيته فعلاً ينطلق ذلك المساء إلى كل مكان فيه جزائري، وإلى كل مطابخ ومقاهي شارع (دوشابولييه) ليعلن النبأ:
- إن الشيخ (الصديق) قد وصل وسيعقد أول اجتماعه في النادي يوم الأحد المقبل.
ولم يبق لي إلا أن أقوم عن كراهية أو رضا بدوري الجديد، دور الشيخ غير المعمم.
وأتى اليوم الموعود، وحوالي الساعة الرابعة مساء، كانت القاعة مكتظة، وافتتح (التلموذي) الجلسة، فتكلم عن واجب إنعاش المؤسسة بالاشتراكات الشهرية.
وتكلم بعده عضو آخر من هيئة التأسيس فقال:
- قد أتانا بصيص من نور مع الشيخ (الصديق)، إن قمنا بواجبنا يصبح مضيئاً، وإن تركناه ينطفئ ..
نام کتاب : مذكرات شاهد للقرن نویسنده : مالك بن نبي جلد : 1 صفحه : 399