responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مذكرات شاهد للقرن نویسنده : مالك بن نبي    جلد : 1  صفحه : 419
أما اليهودي (مرالي) الذي يسكن شقة فوق المقهى، فكان على العكس يسرع الخطوة ليتجنب قدر الإمكان، الاستماع إلى متن يونس بحري وشروح (باهي) عليه، مثله في ذلك مثل كل اليهود الساخطين على صوت إذاعة برلين في تلك الفترة، وربما كان لديه سبب خاص هو أن ابنته الحسناء أحبت وذهبت مع مختطف قلوب من سكان تبسة المسلمين، متسببة لأهلها في الوسط اليهودي، فضيحة لا يغفرها أبوها (مرالي) للمسلمين عامة.
وبكلمة مختصرة، استولى مقهى (باهي) على جمهور المستمعين التبسيين الذين هجروا النادي، حتى أصبح من يتولى شؤونه، يرفع قضيته إلى الشيخ (العربي) كقضية خيانة كبرى نحو الإصلاح.
وربما كان الرجل الطيب محقاً في هذه الدعوى أحقية لم يكن يتصورها هو نفسه؛ إذ كانت الموجة (المصالية) تكتسح البلاد من أقصاها إلى أقصاها، وتتأسس الشعب والخلايا في كل قرية، فتكونت بتبسة شعبة تجتمع بباب قسنطينة بعد الغروب للحفاظ على سريتها، كما كانت تحافظ على السرية جمعية (الوحدة العربية) بباريس مما دفعني للمشاركة أيضاً في مناقشاتها، دون أن أكون عضواً في الحزب، لمجرد تلبية رغبة من تحركت قريحته نحو نشاط يخرجه من الجو المألوف، فكان (باهي) بطبيعة الحال في صدر هذه الهجرة، التي تركت الشيخ (العربي التبسي) يشعر أكثر فأكثر، بقلة الأتباع دون أن تترك السلطات رقابتها عليه، فيدعوه ذات يوم حاكم المدينة، السيد (بتستيني) ويقول له دون هوادة:
- أنتم تريدون إحياء القرآن .. بينما نريد إقباره .. إيه؟
ومما كان يزيد الطين بلة بالنسبة للشيخ، أن الهيئة المشرفة على المدرسة الإصلاحية، بدأت هي الأخرى تراقب إدارته لشؤونها، وتعقب عليها بالنقد الشديد القاسي.

نام کتاب : مذكرات شاهد للقرن نویسنده : مالك بن نبي    جلد : 1  صفحه : 419
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست