نام کتاب : فتاوى الأئمة في النوازل المدلهمة نویسنده : ابن سفران القحطاني جلد : 1 صفحه : 269
أردت أن تكون لي عند القوم يد أحمي بها أهلي ومالي فقال صلى الله عليه وسلم " صدقكم خلوا سبيله".
واستأذن عمر في قتله، فقال: دعني أضرب عنق هذا المنافق [1]. قال: " وما يدريك أن الله اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم، فقد غفرت لكم؟ ".
وأنزل الله في ذلك صدر سورة الممتحنة، فقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ} الآيات.
فدخل حاطب في المخاطبة باسم الإيمان، ووصفه به، وتناوله النهي بعمومه، وله خصوص السبب الدال على إرادته، مع أن في الآية الكريمة ما يشعر أن فعل حاطب نوع موالاة، وأنه أبلغ إليهم بالمودة، وأن فاعل ذلك قد ضل سواء السبيل.
لكن قوله: " صدقكم خلوا سبيله" ظاهر في أنه لا يكفر بذلك؛ إذا كان مؤمنا بالله ورسوله، غير شاك ولا مرتاب، وإنما فعل ذلك لغرض دنيوي، ولو كفر لما قال: " خلوا سبيله".
ولا يقال: قوله صلى الله عليه وسلم "وما يدريك أن الله اطلع على أهل بدر، فقال: اعملوا ما شئتم، فقد غفرت لكم " [2] هو المانع من تكفيره؛ لأنا نقول: لو [1] جاء في بعض الروايات أن عمر قال: يا رسول الله، أمكني منه، فإنه قد كفر" قال الحافظ ابن حجر في الفتح (12/ 309): وردت بسند صحيح. اهـ. [2] رواه أحمد في "المسند" (2/ 295) ومسلم في "الصحيح" (2494) والبخاري في "الصحيح" (2845) والترمذي في "السنن" (3305) وأبو داود في "السنن" (2650) والنسائي في "الكبرى" (8419).
نام کتاب : فتاوى الأئمة في النوازل المدلهمة نویسنده : ابن سفران القحطاني جلد : 1 صفحه : 269