إصلاحه، وهي أول حركة تقول: إن الحل هو في العودة إلى الإسلام، وليس بتَخَطِّيه، أو البحث عن حل عصري، ثم هي أول حركة تجرب ذلك فعلًا، وتثبت نجاحه، فأعطت زخمًا وقناعة طوال القرنين التاليين، وما زالت، وكل الثورات الإسلامية في القرنين التاسع عشر والعشرين ضد الغزو الأوروبي ستحمل في طياتها بذرة وهابية، وحجة وأمل بتحقيق ما حققه السعوديون في جزيرة العرب" [1] اهـ.
وقال - أيضًا-:
"إذا كان محمد بن عبد الوهاب من ناحية العقيدة ليس بمبتدع، فهو من الناحية السياسية، مجدد ومبتدع [2] ومبدع، لقد استطاع أن يوقف حركة التاريخ، ويلويَ عنقَ الأحداث التي كانت تدفع العالم الإسلامي دفعًا إلى التغريب، فمع الهزيمة الشاملة التي أصابت العالم الإسلامي أمام الغزو الأوروبي الذي كاد أن يشبه القدر المحتوم .. كان الظن أو اتجاه الأحداث، هو خضوع العالم الإسلامي للقانون الحضاري العام، وهو فناء المهزوم بالاندماج في حضارة المنتصر، فجاء الشيخ من أعماق نجد يعلن أن الإسلام هو الطريق، وأن المشكلة ليسَت في العقيدة، بل في الانحراف عنها، وأن العودة إلى جوهرها الصافي كفيل بإعطاء
(1) "السعوديون والحل الإسلامي" ص (105). [2] يقصد هنا الابتداع بمعناه اللغوي، وليس الشرعي.