المسلمين القدرة على مواجهة التحدي الأوروبي وقهره [1] .. صحيح أنه لم يواجه قوة أوروبية بشكل مباشر وشامل، لا هو ولا خلفاؤه، فقد شغلتهم حروبهم مع الرافضن المسلمين والعرب، إلا أن انتصاراتهم على التخلف، وقدرتهم على خلق المحارب الذي يكاد أن لا يُقهر، عززت حجة الرافضين لمنطق الهزيمة، وأبقت الفرضية مطروحة إلى اليوم، وهي اكتساب القوة المادية، بنفس الأسلوب الذي اكتسبها به أجدادنا المسلمون الأوائل" [2] اهـ.
وقال- أيضًا -رحمه الله-:
"فالدولة السعودية، أو الثورة الوهابية كانت ضد التخلف العثماني، كانت محاولة للإفلات من السفينة العثمانية الغارقة، والتي لم يبق بها إلاطابور انكشاري يعترض طريق كل من يحاول سد خروق السفينة" [3]. [1] وهذا عكس خط "محمد علي" وهو الاستجابة للتحدي الغربي عن طريق التغريب وتقليد الغرب، وكأنه قال: "فلنمتلك تكنولوجيا الغرب ولو تخلينا عن الإسلام، أو على الأقل بحصر الدين في المسجد والبيت" ... وهكذا بدأ الحوار الدامي بين: إسلام بلا تكنولوجيا، وتكنولوجيا بلا إسلام".
(2) "السعوديون والحل الإسلامي" ص (109).
(3) "نفسه" ص (103)، ولقد وصف المؤرخ "توينبي" الكارثة التي كانت تواجه العالم الإسلامي، فقال: "في أقل من قرن، لم يقتصر الأمر على الإحداق بالعالم الإسلامي، بل أمكن تطويقه تمامًا، ووضع الطوق حول رقبة الفريسة ... وانقض الجانبان أوروبا الغربية وروسيا على فريسة عاجزة عجزًا واضحًا .. وبالنسبة للجانب الإسلامي، أصبح الموقف هو محاولة الإفلات من ذلك المأزق العصيب"، وصحيح أن الانتفاضة العثمانية، قد صدت الغزوة الأوروبية، وأبقتها أكثر من =