لم يرجع عن مذهبه، فلما رأى أن لا خلاص منه ولا مناص إلا بالتوبة والرجوع عن مذهبه، أظهر التوبة في الظاهر عن مذهبه -وفي الحقيقة تاب عما يجب منه التوبة- وقرأ متن "العقائد النسفية" من أوله إلى آخره، وقال إن معتقده هو هذا، فأطلقوا سبيله، وأمروا بإحراق كتبه الموجودة، وأمروا مناديًا ينادي بصورة الحادثة، وبأن من يوجد عنده شيء من كتبه المؤلفة، ولم يأت به لدار القضاء والإمارة؛ يكون دمه هَدَرًا، ومع ذلك قيل إن الأمير حيدر كان يندم على عدم قتله [1].
- وفي الهند "بلغ كثيرًا من علماء السنة كلُّ ما قيل في حق الشيخ ودعوته، فبحثوا وتثبتوا وتبينوا كما أمر الله تعالى، فظهر لهم أن الطاعنين فيه مفترون لا أمانة لهم، وأثنى عليه فحولهُم في عصره، وبعد عصره، وعَدُّوه من أئمة المصلحين المجددين للإسلام، ومن فقهاء الحديث كما نراه في كتبهم" [2].
- وقال الحربَ على الدعوة السلفية في الهند أحمد رضا البريلوي، الذي ألف كتابًا أسماه: "الكواكب الشهابية في كفريات الوهابية" وكان مما قاله فيه: "إن الطائفة الوهابية ثبت كفرهم بآلاف الوجوه والأسباب"، وقال أيضًا: "إن الوهابين مرتدون ومنافقون لأنهم يتظاهرون بالإسلام وبالشهادة".
وقال: "إن الوهابيين أرذل من إبليس، وأفسد منه وأضل، لأن الشيطان لا يكذب، وهؤلاء يكذبون".
(1) "الانحرافات العقدية" (1/ 235)، والمقصود من إثبات هذه القصة هنا عموم اضطهاد الدعاة إلى التوحيد والسنة، وليس خصوص الوهابية.
(2) "مقدمة صيانة الإنسان" للشيخ محمد رشيد رضا ص (9، 10).