وصل عبد الله بن سعود أسيرًا، وسلم ما كان بحوزة أبيه من مجوهرات الحجرة النبوية، ورحَّلوا عبد الله إلى الآستانة حيث أعدمه الأتراك رغم شفاعة محمد علي، ويتحدى الجبرتي السلطان، فيسجل أن ضحاياه من السعوديين "ذهبوا مع الشهداء" [1].
صدقتَ ....
وهل من شهادةٍ أكرم من شهادة من مات عن دينه وقومه ووطنه وأهله في الحاضر والمستقبل؟!
"وجاء بواقي الوهابية بحريمهم وأولادهم وهم نحو الأربعمائة نسمة وأسكنوا بالقشلة التي بالأزبكية، وابن عبد الله بن سعود بدار عند جامع مسكة هو وخواصه من غير حرج عليهم، وطفقوا يذهبون ويجيئون ويترددون على المشايخ وغيرهم، ويمشون في الأسواق، ويشترون البضائع والاحتياجات".
كانت الحركة الوهابية معارضة لتيار التاريخ، أي لاتجاه الأحداث نحو سقوط العالم الإسلامي في قبضة الغرب، ومن ثم كانت هزيمتها نتيجة منطقية، وانتصارها هو الأعجوبة. كذلك كان صوت الجبرتي، نشازًا في اللحن الجنائزي للحريات الذي كانت تكتب نوتته في القلعة على يد طبلخانة الباشا وجلاوزته .. وكان لا بد أن يخنق الصوت: "قتلوا ابنه ثم مات هو". [1] حيث قال الجبرتي في "تاريخه": "وفيه -جمادي الأولى 1234 هـ- وصلت الأخبار أيضاً من عبد الله بن سعود أنه لما وصل إلى إسلامبول طافوا به البلدة، وقتلوه عند باب همايون، وقتلوا أتباعه أيضًا في نواح متفرقة، فذهبوا مع الشهداء" اهـ (3/ 600).