نام کتاب : تهافت العلمانية في الصحافة العربية نویسنده : البهنساوي، سالم علي جلد : 1 صفحه : 93
هَدْمُ المِخْيَالِ الدِّينِيِّ وَإِقَامَةِ العِلْمَانِيَّةِ:
يشترك الفكر الماركسي مع الفكر العلماني في إبعاد الدين عن التشريعات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، وتنفرد الماركسية بإنكار وجود الله تعالى، وبالتالي إنكار العبادات، التي تعد في الفكر العلماني من المسائل الشخصية.
لهذا يرى الدكتور جلال أحمد أمين أن التيار الماركسي فرع من فروع التيار العلماني، ولا يختلف عنه إلا في أنه يستوحي مصدرًا آخر من مصادر الفكر بتأكيده على قضية الصراع الطبقي [1].
أي أن العلمانية الغربية واللادينية الماركسية تتفقان في أن الإصلاح المنشود يكون عن طريق استبعاد الدين.
مشكلة المثقفين العلمانيين، كما يحلو لهم هذا النعت، أنهم بحكم عامل الشد الذي يتنازعهم بين الأصالة والمعاصرة قد أصاب فكرهم وانتماءهم شرخ حاد .. شرخ طولي، فتراهم لا هم مع هذه الثقافة ولا هم مع تلك. مصابون بحالة من الاضطراب وانفصام الشخصية في جانبها الثقافي والفكري على وجه الخصوص.
إنهم مع «الأصالة» والأصالة متضمنة التراث، والتراث كله دين وعقيدة وتاريخ إسلامي وفكر إسلامي. وهذه كلها في عرفهم «رجعية».
ولهذا فهم مع «التقدمية»، والتقدمية ثورة على الأصالة والثقافة الإسلامية ... التقدمية اتجاه نحو الغرب بقيمه وأخلاقياته ومفاهيمه.
المشكلة ثانية أنهم يرفضون «الأصالة» ولا يستطيعون الانفصال عنها، وينجذبون نحو «المعاصرة»، ولا يستطيعون الانسلاخ عن تراث أمتهم بما يشتمل عليه مصطلح «التراث» من فكر وثقافة وعقيدة وفن ... الخ.
(1) " الوطن " في 25/ 5 / 1987.
نام کتاب : تهافت العلمانية في الصحافة العربية نویسنده : البهنساوي، سالم علي جلد : 1 صفحه : 93