responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تبصير المؤمنين بفقه النصر والتمكين في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 141
العظماء, بحيث لا يتمكن منه أعداؤه لكثرة جيوشه, وكثافة حراسه التي قيل إنهم كانوا ألوفًا كثيرة يتناوبون في حراسته, ولم ينكسر له جيش في معركة أبدًا, فقد كان مؤيدًا بعون الله ونصره [1] , قال تعالى: {اصْبِر عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُدَ ذَا الأيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ} [ص:17].
أ- إن المتأمل في القرآن الكريم في قصة داود عليه السلام يتعرف على صفات الحاكم المؤمن الذي مكن الله له, وهي تحقق للقائد المصلح كمال السعادة في الدنيا والآخرة.
ومن أهم هذه الصفات:
1 - الصبر: فقد أمر الله تعالى نبينا محمدًا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - على جلالة قدره بأن يقتدي به في الصبر على طاعة الله.
2 - العبودية: فقد وصفه ربه بقوله {عَبْدَنَا" وعبر عن نفسه بصيغة الجميع للتعظيم, والوصف بالعبودية لله غاية التشريف, كوصف محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بها ليلة المعراج: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ} [الإسراء:[1]].
وكان النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إذا ذكر داود عليه السلام وحدث عنه بيَّن فضله واجتهاده في العبادة, قال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «إن أحب الصيام إلى الله صيام داود, وأحب الصلاة إلى الله صلاة داود عليه السلام, كان ينام نصف الليل, ويقوم ثلثه وينام سدسه وكان يصوم يومًا ويفطر يومًا» [2].
3 - القوة على أداء الطاعة والاحتراز عن المعاصي في قوله: {ذَا الأيْدِ".
4 - والرجّاع إلى الله بالطاعة في أموره كلها, في قوله تعالى: {إِنَّهُ أَوَّابٌ", وصف بالقوة على طاعة الله, وبأنه أواب دليل على كمال معرفته بالله التي جعلته يجتهد في العبادة على نهج رباني صحيح.

[1] انظر: تفسير القرطبي (15/ 162).
[2] مسلم, كتاب الصيام, باب النهي عن صوم الدهر (2/ 816) رقم 189.
نام کتاب : تبصير المؤمنين بفقه النصر والتمكين في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 141
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست