نام کتاب : تبصير المؤمنين بفقه النصر والتمكين في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 225
من ضجيج الأسواق والبيع والشراء ملبيًا لنداء «حي على الصلاة» , ثم لا يزال دأبه هكذا عبر الساعات, والأيام, والأعوام, فهذا وأمثاله لابد أن تتربى فيهم هذه المعاني الخلقية العالية [1].
و (الزكاة) التي أخذت من معنى الزيادة, والنماء, والتطهير, لها -هي الأخرى- أكبر الأثر في تنقية الخلق من زخم الشح والبخل والإمساك, وفي طبعه بطبائع البذل, والعطاء والسخاء, كذلك تستل صدور المحتاجين, وتبدل به شيئًا من خلق الحب, والمودة, أو على الأقل سلامة الصدور, فتشيع في المجتمع تبعًا لذلك كل علائق التداني والتقارب, وتتداخل صلات الناس بمشاعر الألفة, وإلى مثل هذا يشير قوله تعالى: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاَتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ} [التوبة: 103].
و (الصوم) له عمله الأساسي في تربية الإرادة الإنسانية, والضمير الحي اليقظ الذي يتعامل على أساس من رقابة الله تعالى له, واطلاعه عليه, فضلاً عن غرس خليقة الصبر, والضبط النفسي بالإمساك الطويل عن شهوتي البطن والفرج وبالكف عن
اللغو, والصخب, والقدرة على تغيير عاداته حتى لا يتعود الجمود, أوتستعبده
عاداته وتقاليده [2].
ثالثًا: إصلاح الجانب الاجتماعي:
ويظهر ذلك في الصلاة ودورها في إيجاد العلاقات الاجتماعية, وذلك واضح في الحكمة من صلاة الجماعة, لأن اجتماع المسلمين راغبين في الله, راجين, راهبين, مسلمين وجوههم إليه خاصية عجيبة في نزول البركات, وتدلي الرحمة, فيحدث التعاون, والتعارف, والوحدة والاجتماع على الخير.
ثم تأتي صلاة الجمعة: فتجمع أهل الحي على هيئة جامعة أكثر من ذلك في [1] وسطية القرآن في العبادة والأخلاق والتشريع, ص 42. [2] انظر: المنهاج القرآني في التشريع, ص 460.
نام کتاب : تبصير المؤمنين بفقه النصر والتمكين في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 225