نام کتاب : تبصير المؤمنين بفقه النصر والتمكين في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 226
كل يوم جمعة, حيث شرع الله لنا خطبتها تذكيرًا وتعليمًا للمسلمين بما يصلح دينهم ودنياهم, كحد أدنى للتثقيف العام في أمور الدين, ثم تأتي صلاة العيد, فتجمع أهل المدينة كلها مرتين في السنة في عيد الفطر والأضحى, يخرجن الأبكار والعواتق [1] , بل والحيض يشهدن الخير ودعوة المسلمين, ويعتزلن المصلى كما جاء في الحديث الصحيح الذي ترويه أم عطية [2] رضي الله عنها قالت: «أمرنا أن نخرج العواتق وذوات الخدور» [3]. (4)
هذا عدا ما شرعه الله تعالى لنا من صلوات جامعة في مناسبات شتى, كالاستسقاء والخسوف والكسوف والجنائز, والتراويح في رمضان, إن الصلاة -لو وعى المسلمون حقيقتها- لهي توجيه وتنظيم اجتماعي كامل, يتمثل فيه المجتمع الكبير, وبقدر ما يحسن المسلمون هذه الصلاة, وما تعنيه من معان وتوجيهات, بقدر ما يرجى لهم إحسان الحياة في اجتماعاتهم, ولا فرق في هذا المنهاج بين المسجد والمجتمع, فكلاهما تجمع يجب أن يخضع لدين الله وتعاليمه [5].
أما الزكاة: في حقيقتها واجب مالي يؤخذ من الأغنياء ليرد على الفقراء وذوي الحاجة من الغارمين والأرقاء وغيرهم, وهي بذلك تمثل الحد الأدنى المفروض فرضًا للتعاون الاجتماعي, والتكافل الاقتصادي بين أبناء الأمة الواحدة, لذلك جعل الله تعالى معظم مصارفها اجتماعية بحتة, بأوسع المدلولات الاجتماعية في القديم أو الحديث على السواء, وكما جاءت صلاة العيد لتوسع دائرة الاجتماع في الصلاة, تأتي هنا أيضًا «زكاة الفطر» لتوسع قاعدة التكافل والتعاون إلى أقصى حد. [1] العواتق: جمع عاتقة وهي التي عتقت من الخدمة أو من قهر أبويها. [2] هي نسيبة بنت الحارث وقيل بنت كعب من فقهاء الصحابة ت 70هـ, انظر: سير أعلام النبلاء (2/ 318). [3] ذوات الخدور: الستور.
(4) رواه البخاري, كتاب العيدين, باب: خروج النساء والحيض إلى المصلى (2/ 9). [5] انظر: المنهاج القرآني في التشريع: 462.
نام کتاب : تبصير المؤمنين بفقه النصر والتمكين في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 226