نام کتاب : تبصير المؤمنين بفقه النصر والتمكين في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 259
كما قال الطبري [1]، وقال ابن كثير: تخوفون به [2]، وقال الشيخ المراغي: الرهبة: هي الخوف
المقترن بالاضطراب [3].
ومعنى {وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ" قال الطبري: هم كل عدو للمسلمين غير الذي أمر النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؛ أن يشرد بهم من خلفه [4]، وذكر الفخر الرازي فيه وجوها ثم قال: وأصح ما قيل في المقصود منهم: «أنهم المنافقون» [5].
ذكر الله تعالى في هذه الآية الكريمة ما لأجله أمر بإعداد هذه الأشياء, فقال جل شأنه: {تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ ... " ذلك أن الكفار إذا علموا كون المسلمين متأهبين للجهاد ومستعدين له ومستكملين لجميع الأسلحة والآلات خافوهم وذلك الخوف يفيد أمورًا كثيرة:
1 - أنهم لا يتجرءون على دخول دار الإسلام.
2 - أنهم إذا اشتد خوفهم فربما التزموا من عند أنفسهم دفع الجزية.
3 - أنه ربما صار ذلك داعيا إلى الإيمان لما يرون من قوة أهله وعزته.
4 - أنهم لا يعينون سائر الكفار.
5 - أن يصير ذلك سببا لمزيد الزينة في دار الإسلام [6].
ويقول صاحب الظلال: الإسلام يأمر بأعداد القوة على اختلاف صنوفها وألوانها وأسبابها، فلابد للإسلام من قوة ينطلق بها في الأرض لتحرير الإنسان.
وأهمية القوة بالنسبة للدعوة الإسلامية تتلخص في أمور:
الأمر الأول: أن تؤمِّن الذين يختارون هذه العقيدة على حريتهم في اختيارها فلا يُصدون عنها، ولا يفتنون كذلك بعد اعتناقها. [1] تفسير الطبري (6/ 22) [2] تفسير ابن كثير (2/ 322) [3] تفسير المراغي (4/ 23) [4] تفسير الطبري (6/ 22) [5] مفاتيح الغيب (7/ 533). [6] المصدر نفسه (7/ 324) وما بعدها.
نام کتاب : تبصير المؤمنين بفقه النصر والتمكين في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 259