responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تبصير المؤمنين بفقه النصر والتمكين في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 560
إن هذا المبدأ كان من أهم المبادئ التي جذبت الكثير من الشعوب قديما نحو الإسلام، فكان هذا المبدأ مصدرا من مصادر القوة للمسلمين الأولين [1]، وليس المقصود بالمساواة هنا «المساواة العامة» بين الناس جميعا، في كل أمور الحياة، كما ينادي بعض المخدوعين ويرون ذلك عدلا [2]، فالاختلاف في المواهب والقدرات، والتفاوت في الدرجات غاية من غايات الخلق [3]، ولكن المقصود المساواة التي دعت إليها الشريعة الإسلامية، مساواة مقيدة بأحوال فيها التساوي، وليست مطلقة في جميع الأحوال [4]، فالمساواة تأتي في معاملة الناس أمام الشرع والقضاء وكافة الأحكام الإسلامية، والحقوق العامة دون تفريق بسبب الأصل، أو الجنس، أو اللون، أو الثروة، أو الجاه، أو غيرها [5].
إن الإسلام جعل المساواة بين المسلمين في العبادات والمعاملات والحدود وغيرها, فما من عبادة إلا وتبرز فيها المساواة بين الناس بشكل واضح، فالصلاة مثلا نجد فيها الناس جميعا غنيهم وفقيرهم, حاكمهم ومحكومهم، شريفهم ووضيعهم يصلون في مكان واحد هو المسجد، ويقفون صفوفا متراصة, الفقير بجانب الغني والحاكم بجانب المحكوم، وفي صلاة العيد نجد الناس يقفون جميعا على صعيد واحد وفي العراء لا يظلهم شيء
من الحر.
وفي الحج ماذا يلاحظ المسلم، إنه يجد الناس قد جاءوا من كل حدب وصوب، ومن كل فج عميق بلغات متباينة وألوان مختلفة، ومن أوطان متعددة، وأجناس شتى، يلبسون ثيابًا بيضاء، ويقفون موقفًا واحدًا هو عرفة، ويطوفون طوافا معينا في وقت معين، يقومون بسائر المناسك متساوين لا يتفاضلون في الهيئة والوقت وغير ذلك.

[1] انظر: مبادئ نظام الحكم في الإسلام، عبد الحميد متولي، ص385.
[2] انظر: الأخلاق الإسلامية وأسسها للميداني (1/ 624).
[3] انظر: فلسفة التربية الإسلامية، ماجد عرسان الكيلاني، ص179.
[4] انظر: الثقافة الإسلامية وتحديات العصر، شوكت محمد، ص308.
[5] انظر: مبادئ علم الإدارة، محمد نور الدين، ص116.
نام کتاب : تبصير المؤمنين بفقه النصر والتمكين في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 560
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست