responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تبصير المؤمنين بفقه النصر والتمكين في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 561
والصوم فريضة الله على الجميع، فقراء وأغنياء, ذكورًا وإناثًا، لم يميز قومًا على قوم أو طبقة على طبقة أو حاكما على محكوم، فأوجبه على جميع الناس ولم يعف منه أحدا حتى ولو كان رئيس الدولة متى توافرت فيه شروط الوجوب، وكذلك الزكاة فقد فرضت على سائر القادرين عليها دون أن يستثنى أحد منهم حتى ولو كان كريما سخيا يبذل أكثر من الزكاة المستحقة في ماله، وفي الحدود وسائر العقوبات فإن الناس أمام الشرع سواء [1].
إن الناس جميعا في نظر الإسلام سواسية، الحاكم والمحكوم، الرجال والنساء، العرب والعجم، الأبيض والأسود، لقد ألغى الإسلام الفوارق بين الناس بسبب الجنس واللون أو النسب أو الطبقة, والحكام والمحكومون كلهم في نظر الشرع سواء.
وجاءت ممارسات المسلمين التطبيقية خير شاهد على ذلك، فهذا أبو بكر في أول خطبة له بعد أن تولى الخلافة يقول: «وليت عليكم ولست بخيركم، فإن أحسنت فأعينوني وإن أسأت فقوموني، القوي فيكم ضعيف عندي حتى آخذ الحق منه، والضعيف فيكم قوي عنده حتى آخذ له حقه» [2].
وهذا عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - يقول في خطبة له: «أيها الناس من رأى فيَّ اعوجاجا فليقومه، فيقف رجل من وسط الناس يقول: يا عمر لو رأينا فيك اعوجاجًا لقومناه بحد سيوفنا، فيقول عمر: الحمد لله الذي جعل في أمة محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - من يقوم اعوجاج عمر بحد سيفه» [3].
وهذا عمر بن عبد العزيز لما تولى الخلافة أقسم أنه يود أن يساوي في المعيشة بين نفسه وعشيرته، وبين الناس، فقال: «أما والله لوددت أنه بدئ بي،

[1] انظر: النظام السياسي في الإسلام، ص44.
[2] البداية والنهاية لابن كثير (5/ 248).
[3] انظر: نظام الحكم في الإسلام، د. عارف خليل، ص271.
نام کتاب : تبصير المؤمنين بفقه النصر والتمكين في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 561
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست