responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تبصير المؤمنين بفقه النصر والتمكين في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 568
بشرط ألا يخرج إلى دائرة المحرمات التي منعتها الشريعة الغراء مثل الربا، والغش، والاحتكار، والقمار فإذا وقع الفرد في المحرمات تتدخل الدولة لمنعه من أجل المحافظة على مصلحة الأمة التي قدرتها الشريعة وأحكمتها بتوجيهاتها.
لقد أباحت الشريعة حرية التجارة والكسب وحرص الخلفاء على حماية هذا النوع من الحرية, فهذا عمر بن عبد العزيز قد أكد في كتاب له إلى عماله، على ضرورة منح الناس حرية استثمار أموالهم، والاتجار بها في البر أو البحر على حد سواء فقال: « ... وأن يبتغي الناس بأموالهم في البر والبحر لا يُمنعون ولا يُحبسون ... » [1].
وفي شأن البر والبحر، وأنهما مما سخر الله لعباده لابتغاء فضله، ولحرية الكسب فيهما يقول: «وأما البحر فإنا نرى سبيله سبيل البر، قال سبحانه: {اللهُ الَّذِي سَخَّرَ لَكُمُ الْبَحْرَ لِتَجْرِيَ الْفُلْكُ فِيهِ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ} [الجاثية: 11] فأذن فيه أن يتجر فيه من شاء، وأرى أن لا نحول بين أحد من الناس وبينه - يقصد البحر - فإن البر والبحر لله جميعا، سخرهما لعباده يبتغون فيهما من فضله، فكيف نحول بين عباد الله وبين معايشهم» [2].
3 - حرية النقد والحرية الشخصية:
إن المجتمع الإسلامي في أصله كالجسد الواحد قال تعالى: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللهُ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [التوبة: 71].
وفي السنة النبوية طائفة من الأحاديث توجب على الأفراد محاسبة السلطة ونصحها, ففي الحديث الصحيح الذي رواه أبو سعيد الخدري قال: سمعت

[1] سيرة عمر بن عبد العزيز، ابن عبد الحكم، ص78.
[2] المصدر نفسه، ص82.
نام کتاب : تبصير المؤمنين بفقه النصر والتمكين في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 568
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست