نام کتاب : بين العقيدة والقيادة نویسنده : محمود شيت خطاب جلد : 1 صفحه : 166
ما بلغنا عن هؤلاء القوم أم لا؟ فإن كان حقاً فالحنوا لي لحناً [1] أعرفه ولا تَفُتُّوا في أعضاد [2] الناس، وإن كانوا على الوفاء فيما بيننا وبينهم فاجهروا به للناس". فخرجوا حتى أتوهم، فوجدوهم على أخبث ما بلغهم عنهم: نالوا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقالوا: "مَن رسول الله؟! لا عهد بيننا وبين محمد ولا عقد" [3]!!.
ونجم النفاق، وفشى في الناس، وعظم البلاء، واشتد الخوف، وخيف على الذراري والنساء، وكان المسلمون كما قال الله تبارك وتعالى في كتابه العزيز: {إِذْ جَاؤُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا 10 هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا} [4] [سورة الأحزاب 33: 10 - 11].
وكانت القضايا الإدارية للمسلمين سيئة للغاية، إذ لبثوا ثلاثة أيام لا يذقون ذواقاً [5]، وكان بطن النبي - صلى الله عليه وسلم - معصوباً بحجر [6] من الجوع، ومع ذلك صبر الرسول القائد عليه أفضل الصلاة والسلام صبراً لا مثيل له في التاريخ كله، حتى انسحب المشركون يجرُّون أذيال الخيبة، وحينذاك قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "الآن نغزوهم ولا يغزوننا، ونحن نسير إليهم" [7]. [1] فالحنوا لِي لحناً: أي يخالف ظاهر الكلام معناه. [2] يقال: فَتَّ في عضده، إذا ضعَّفَه وأوهنه. [3] سيرة ابن هشام (3/ 237). [4] طبقات ابن سعد (2/ 67). [5] الذواق: طعم الشيء. والذواق: المذوق، يقال: ما ذقت ذواقاً. [6] فتح الباري بشرح البخاري (7/ 304). [7] المصدر السابق (7/ 311).
نام کتاب : بين العقيدة والقيادة نویسنده : محمود شيت خطاب جلد : 1 صفحه : 166