نام کتاب : بين العقيدة والقيادة نویسنده : محمود شيت خطاب جلد : 1 صفحه : 167
رابعاً: وفي غزوة بني "المصطلق" من خزاعة، حاول مشرك اغتيال النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقد أدركته القائلة [1]، فنزل تحت شجرة واستظل بها وعلّق سيفه، وتفرّق الناس في الشجر يستظلون، فأتاه أعرابي وهو نائم، واخترط سيف رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فاستيقظ والأعرابي على رأسه مخترطاً سيفه صلتاً، فقال: "مَنْ يمنعك مني؟! " فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "الله" [2].
خامساً: وحاول أبو سفيان بن حرب قبل إسلامه اغتيال النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقد قال لنفر من قريش: "ألا أحد يغتال محمداً؟ فإنه يمشي في الأسواق"، فأتاه رجل من الأعراب فقال: "قد وجدتَ أجمع الرجال قلباً وأشدهم بطشاً وأسرعهم شداً، فإن أنت قوّيتَني خرجتُ إليه حتى أغتاله، ومعي خنجر مثل خافية [3] النسر فأسوره [4]، ثم آخذ في عير وأسبق القوم عدواً، فإنني هادٍ بالطريق خرِّيتٌ ([5]) "، قال: "أنت صاحبنا"، فأعطاه بعيراً ونفقة وقال: "اطْوِ أمرك"، فخرج ليلاً وسار
على راحلته خمساً وصبّح المدينة سادسة. وأقبل يسأل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى دُلَّ عليه، فعقل راحلته ثم أقبل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو في مسجد بني عبد الأشهل، فلما رآه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن هذا ليريد غدراً". وذهب الرجل ليحني على رسول - صلى الله عليه وسلم -، فجذبه أحد الأنصار، فإذا بالخنجر، فسقط من يديه وقال: "دمي! دمي"! فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: [1] القائلة: الظهيرة. والقائلة: النوم في الظهيرة. [2] فتح الباري بشرح البخاري (7/ 333). [3] الخافية: إحدى ريشات أربع، إذا ضم الطائر جناحه خفيت. (ج): خوافٍ. [4] أسوره: أبطش به. [5] الخرِّيت: الدليل الحاذق بالدلالة.
نام کتاب : بين العقيدة والقيادة نویسنده : محمود شيت خطاب جلد : 1 صفحه : 167