responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحوث ومقالات حول الثورة السورية نویسنده : الشحود، علي بن نايف    جلد : 1  صفحه : 1256
استفراد مطلق بأيدي طغاة كانوا أشد خطرا على الأمة من عدوها الخارجي، حيث فرطوا في سيادتها وكرامتها واستقلالها وثرواتها واستقرارها مقابل بقائهم في السلطة!
لقد قامت الثورة وما تزال وستظل إلى أمد تتأجج بكل عنفوانها حتى تستقر على شاطئ الحرية والكرامة والعدالة التي ثار الجميع من أجل تحقيقها، وهو ما يوجب على الجميع بلورة رؤية مشتركة للنظام البديل، يحقق لها ما تصبو إليه من إصلاح أنظمة الحكم، وإقامة حكومات راشدة ..
ــــــــــ
المبحث الأول
الحكم الراشد ومعاييره

إن هناك إجماعا شعبيا عربيا على ضرورة أن يكون البديل هو إقامة نظام حكم راشد، إلا إن للرشد ملامحه ومواصفاته التي يمكن تحديدها بكل دقة للحكم على النظام القادم البديل بأنها توفرت فيه أم لا، وما مدى الرشد الذي تحقق في آلياته وممارساته ..
كما إن من حق كل تيار سياسي وفكري أن يطرح تصوره للرشد بحسب المرجعية التي يؤمن بها، وأن يعرضها على الأمة التي اشتركت كلها في صناعة الثورة، ولها الحق في القبول أو الرفض.
وقد حدد الإسلام في خطابه السياسي القرآني والنبوي والراشدي معايير للحكم الراشد، وأوجب على الأمة التمسك بها، فهي في حق المسلمين واجب يجب عليهم الإيمان بها والعمل من أجل تحقيقها، كما في الحديث عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو السُّلَمِيِّ، وَحُجْرِ بْنِ حُجْرٍ، قَالَا: أَتَيْنَا الْعِرْبَاضَ بْنَ سَارِيَةَ، وَهُوَ مِمَّنْ نَزَلَ فِيهِ {وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ} [التوبة: 92] فَسَلَّمْنَا، وَقُلْنَا: أَتَيْنَاكَ زَائِرِينَ وَعَائِدِينَ وَمُقْتَبِسِينَ، فَقَالَ الْعِرْبَاضُ: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا فَوَعَظَنَا مَوْعِظَةً بَلِيغَةً ذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ وَوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ، فَقَالَ قَائِلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ كَأَنَّ هَذِهِ مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ، فَمَاذَا تَعْهَدُ إِلَيْنَا؟ فَقَالَ «أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ، وَإِنْ عَبْدًا حَبَشِيًّا، فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ بَعْدِي فَسَيَرَى اخْتِلَافًا كَثِيرًا، فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الْمَهْدِيِّينَ الرَّاشِدِينَ، تَمَسَّكُوا بِهَا وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ، فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ» (1)
وهي بحق غير المسلمين من الأمة تجربة عربية إنسانية يمكن الاستفادة منها، فأبو بكر وعمر وعثمان وعلي وسننهم في العدل وإدارة شئون الأمة إرث للإنسانية كلها عامة، وإرث للعرب كلهم مسلمهم

(1) - سنن أبي داود (4/ 200) (4607) صحيح
نام کتاب : بحوث ومقالات حول الثورة السورية نویسنده : الشحود، علي بن نايف    جلد : 1  صفحه : 1256
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست