responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحوث ومقالات حول الثورة السورية نویسنده : الشحود، علي بن نايف    جلد : 1  صفحه : 1257
ومسيحيهم خاصة، فإذا ذكر العدل ذكر عمر، ويمكن للعقل البشري أن يحكم بصحة هذا السنن أو عدم صحتها، وبصلاحيتها أو عدم صلاحيتها، فهي مما يتوافق عليه العقول البشرية والشرائع السماوية!
فليست سنن الحكم الراشد أمرا دينيا محضا لا يمكن أن يستفيد منه إلا المسلمون، بل هي سنن معقولة المعنى، يمكن اختبارها وتجربتها، ومن ثم الحكم لها أو عليها، فهي تجربة سياسية واقعية وليست خيالية، ولها أسسها وممارساتها علمها من علمها وجهلها من جهلها!
وكونها سننا يعني أنه يمكن تطبيقها والعمل بها كلها أو بعضها بحسب الإمكان كما في الحديث عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «دَعُونِي مَا تَرَكْتُكُمْ، إِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِسُؤَالِهِمْ وَاخْتِلاَفِهِمْ عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ، فَإِذَا نَهَيْتُكُمْ عَنْ شَيْءٍ فَاجْتَنِبُوهُ، وَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِأَمْرٍ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ» (1)
-------------
المبحث الثاني
أهم ملامح الحكم الراشد

ومن أهم ملامح الحكم الراشد تحقيق الأهداف التي جاءت الثورة لتحقيقها وهي الحرية والكرامة والحياة الكريمة للإنسان العربي وذلك من خلال:
أولا: تجلِّي إرادة الأمة الحرة في اختيار نظام الحكم وطبيعته:
ومن يحكم وكيف يحكم، وأن تمثل السلطة فيه اختيار الأمة ابتداء وانتهاء، فلا يحكمها إلا من انتخبته الأمة انتخابا حرا مباشرا، ولا يسوس شئونها إلا من ارتضته ورضيت به، وأن يكون ذلك عن أمر جلي لا يكون عرضة للعبث، وهو ما يقتضي:
1 - الاتفاق على عقد اجتماعي وسياسي جديد يعبر عن الثورة وتطلعات الأمة، من خلال وضع دساتير جديدة، تنظم عملية الوصول للسلطة بكل شفافية، وتصون الحقوق والحريات العامة والخاصة، كما فعل النبي صلى الله عليه حين دخل يثرب بعد بيعة العقبة الثانية، فكان أول عمل قام به أن كتب صحيفة المدينة التي حفظ فيها الحقوق لكل مكونات الدولة الجديدة، وحدد المرجعية السياسية، وصان الحرية الدينية، وكفل الحقوق الفردية .. الخ ثم حصن ذلك كله بقوله: (وَأَنَّ بَيْنَهُمُ النَّصْرَ عَلَى مَنْ حَارَبَ أَهْلَ هَذِهِ الصَّحِيفَةِ، وَأَنَّ بَيْنَكُمُ النُّصْحَ وَالنَّصِيحَةَ وَالنَّصْرَ لِلْمَظْلُومِ،) (2)
فلا مجال لتفريغ الوثيقة من مضمونها، أو الاحتجاج بها على نقيض مقصودها من إقامة العدل والقسط، بالتعسف أو التأويل أو التحريف!

(1) - صحيح البخاري (9/ 94) (7288) وصحيح مسلم (2/ 975) 412 - (1337)
(2) - الأموال لابن زنجويه (2/ 466) (750) صحيح لغيره وهو مطول
نام کتاب : بحوث ومقالات حول الثورة السورية نویسنده : الشحود، علي بن نايف    جلد : 1  صفحه : 1257
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست