responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحوث ومقالات حول الثورة السورية نویسنده : الشحود، علي بن نايف    جلد : 1  صفحه : 1299
البرلمان في حد ذاته شرك وكفر، أو أنه يحرم على الأمة أن تشرع الأنظمة والقوانين التي تحقق المصالح العامة لها، فيما لا نص فيه!
إلا أن المشكلة ليست في هذا كله، فليست هي في الدساتير، ولا حتى في القوانين الوضعية المصادمة للشريعة مع كونها كفرا، بل المشكلة وراء ذلك كله فهي في تنازع الإرادات، وفي نفوذ إرادة الطاغية والمستبد على الأمة كلها، حتى استطاع أن يكرهها على التحاكم لغير حكم الله، وعجز الأمة في المقابل عن فرض إرادتها، فرأى هؤلاء المصلحون أن العمل السياسي السلمي الدستوري هو أسلم طريق يحقق الإصلاح، دون أن يفضي إلى قتال ودماء، ولم يدركوا بأن الدستور والبرلمان والانتخابات ما لم تكن وراءها إرادة أمة نافذة، وإلا صارت أدوات في يد الطاغية يفرض من خلالها إرادته على الأمة باسمها!
إن هذا هو السبب ذاته الذي جعل فقهاء الأمة قديما يعرفون دار الإسلام بتعريف واحد، وهو (أن تكون الشوكة فيها للمسلمين)، كما هو الحال في المدينة حين هاجر لها النبي صلى الله عليه وسلم، لأن الفقهاء لم يتصوروا أصلا أن تكون الشوكة والقوة للمسلمين في أرضهم، ولا يتحاكمون للكتاب والسنة، لأنهم يخرجون بذلك من دائرة الإسلام، ولهذا صار بعض الفقهاء يزيد في تعريف دار الإسلام قيدا آخر إضافيا وهو (وتكون الأحكام فيها أحكام الإسلام)!
وقد فصلت ذلك في رسالة (الأجوبة الفاصلة في المسائل النازلة) [1] وفي (تحرير الإنسان).
لقد انشغل المصلحون السياسيون في موضوع تعديل الدستور أو تعديل القوانين، ودخلوا في صراع عقيم مع السلطة، دون أن يدركوا بأن المشكلة ليست في الدستور ولا القوانين، بل المشكلة في غياب الشوكة والقوة للأمة في أرضها، والتي هي مناط وصف الدار بالإسلام!
إن فقد الأمة للإرادة الحرة هو سبب الأزمة، فالواجب تقديم استرجاع هذه الإرادة، واستعادة الشوكة والقوة للأمة، وتحرير الأمة وإرادتها، على الانشغال بتعديل نصوص من حبر على ورق!
كما انشغل السياسيون الإسلاميون في البرلمانات في موضوع تطبيق الشريعة، دون أن يدركوا شيئا مما تمنوه، لأن الشوكة والقوة واليد ليست لهم ولا للأمة معهم، بل هي للسلطة المدعومة من الغرب، والتي لا تسمح بتحقيق ذلك!
لقد كان الفقهاء يدركون هذه الحقيقة، إلا أنهم رأوا بأن تحرير الأمة بالقوة قد يفضي إلى العنف والفتن، وقد صرح الشيخ أحمد شاكر في رسالته هذه بموقفه من العنف حيث يقول: (لست رجلا خياليا، ولست داعيا إلى ثورة جامحة على القوانين، وأنا أعتقد أن ضرر العنف اليوم أكثر من نفعه)!

[1] - انظرها هنا: http://www.dr-hakem.com/Portals/Content/?info=TlRNM0psTjFZbEJoWjJVbU1RPT0rdQ==.jsp
نام کتاب : بحوث ومقالات حول الثورة السورية نویسنده : الشحود، علي بن نايف    جلد : 1  صفحه : 1299
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست