نام کتاب : بحوث ومقالات حول الثورة السورية نویسنده : الشحود، علي بن نايف جلد : 1 صفحه : 134
لماذا لم يرحل بشار؟
رحلت جمعة (ارحل) ولم يرحل بشار .. فلماذا؟
وهنا ليس بوسعي إعطاء إجابة واحدة بل إنَّ بشار نفسه لا يستطيع ذلك! وإنما في وسعي وضع إجابات متعددة هي في الحقيقة افتراضات قد يمس بعضها الحقيقة بشكل كبير وبعضها الآخر يلامسها بجانب واحد! نعم ... لماذا؟
لأنه شخص عنيد فاجر ولا يقبل أن يفرض أحدٌ عليه شيئاً حتى ولو كانت جماهير الشعب.
لأنَّ قراره ليس بيده فهو ضلع من مربع أو مخمس أو مسدس متشارك ومتضامن لمصلحة أفراده وعصابته وشبيحته .. أو لمصلحة أبعد من ذلك!
لأنّه يستشعر أنَّ لديه قوةً أمنية وعسكرية تؤمن له الحماية وقادرةً على البطش بالانتفاضة الشعبية (السلمية ... وغير المسلحة) في كل مدينة أو قرية من أقصى شمال سورية إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها.
لأنّه يرى أنَّ الدول العربية حتى النافذة منها تعاني من صمت مُذل ّ ولا تريد أن يأتيها الدور .... أو يأتيها التخريب من العناصر المبثوثة في كل ّ دولة لصالح النظام.
لأنّه يرى أنَّ الدول الأوربية متذبذبة، يرتفع صوتها مستنكراً أحياناً ثم يغط في نوم عميق على الرغم من المجازر اليومية!
لأنّه يرى أنَّ الولايات المتحدة الأميركية ليست جادة في مواقفها وتلعب على الألفاظ الدبلوماسية المطَّاطة فمرةً (نفاذ الوقت) ومرة (نريد أعمالاً لا أقوالاً) ومرةً أخرى (تطلب المسارعة إلى الإصلاح الفعلي)!
كلُّ هذه المواقف المخزية ليست في مستوى ما يجري في سورية:
رئيس دولة .. يوجَّه دباباته وطائراته إلى المدن والقرى ويقتل الأطفال والنساء والشيوخ ويشرد الآلاف وينتهك الأعراض ويدمر الممتلكات ويحرق المحاصيل، ويعتقل عشرات الآلاف.
رئيس كهذا نطلب منه الإصلاح ... وتعالوا إلى الحوار رغم أنوفكم ودباباتي (تحاور الشعب الأعزل).
لأنّه يرى أنَّ موقف تركية تراخى قليلا ً ولا أحد يدري هل هي ضغوط خارجية .. أم حسابات داخليه بانتظار تشكيل الحكومة التركية ..
أو لأنّه مطمئن إلى دعم عناصر حزب الله وعناصر ايرانيه ماهره في التصويب على المدنيين من فوق أسطح المباني الحكومية وقد دخلوا بالالاف لقتل السوريين!.
أو لأنّه اطمئن إلى دعم الصهيونية العالمية التي تحرص على بقاء اسرائيل في المنطقة هادئة مستقرة.
ثم ... هل حقيقة ً أنّ الصهيونية العالمية بإمكانها أنّ تشدَّ أذن أي نظام يتعارض مع مصلحة اسرائيل؟
نام کتاب : بحوث ومقالات حول الثورة السورية نویسنده : الشحود، علي بن نايف جلد : 1 صفحه : 134