responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحوث ومقالات حول الثورة السورية نویسنده : الشحود، علي بن نايف    جلد : 1  صفحه : 1411
يكاد، وإذا اتفق لهم هذا ــ وهو بعيد ــ فأنى لهم أن يحصلوا على عفو كل من ماتوا ولهم مظلمة على مدار ثلاثين سنة؟ بل أنى لهم أن يحصلوا على رضا أجيال تالية ستعاني من توابع وتبعات ظلم وفساد تجذر وتشعب وخلف وراءه من التلوث والفساد السرطاني ما ستبقى آثاره إلى أمد غير معلوم؟
وإن تعجب فعجب استدلالهم بقول النبي صلى الله عليه وسلم ــ لأهل مكة يوم فتحها ــ: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ، مَا تُرَوْنَ أَنِّي فَاعِلٌ فِيكُمْ؟ قَالُوا: خَيْرًا، أَخٌ كَرِيمٌ، وَابْنُ أَخٍ كَرِيمٍ، قَالَ: اذْهَبُوا فَأَنْتُمْ الطُّلَقَاءُ»!! سيرة ابن هشام ت السقا (2/ 412)
إذ لا وجه للقياس هاهنا، والفارق واضح جلي لمن تأمل ..
ذلك أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ هو ولي المؤمنين جميعهم .. (النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ) [الأحزاب: 6]. ومن لم يكن له أولياء يومئذ من المسلمين ــ كمن قتل قبل الفتح ــ فالنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وليه، وفي الحديث عَنِ الْمِقْدَامِ الْكِنْدِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنَا مَوْلَى مَنْ لَا مَوْلَى لَهُ، أَرِثُ مَالَهُ وَأَفُكُّ عَانَهُ، وَالْخَالُ مَوْلَى مَنْ لَا مَوْلَى لَهُ، يَرِثُ مَالَهُ وَيَفُكُّ عَانَهُ"السنن الكبرى للنسائي (6/ 116) (6321) صحيح
وعَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَيُّمَا امْرَأَةٍ نَكَحَتْ بِغَيْرِ إِذْنِ مَوَالِيهَا، فَنِكَاحُهَا بَاطِلٌ»، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ «فَإِنْ دَخَلَ بِهَا فَالْمَهْرُ لَهَا بِمَا أَصَابَ مِنْهَا، فَإِنْ تَشَاجَرُوا فَالسُّلْطَانُ وَلِيُّ مَنْ لَا وَلِيَّ لَهُ».سنن أبي داود (2/ 229) (2083) صحيح
فالنبي صلى الله عليه وسلم أطلق أهل مكة بمقتضى ولايته، فهو ولي المؤمنين جميعاً.
هذا من جهة الحق في دم القتلى، أما الأموال فقد تملك المسلمون مكة يوم الفتح بطبيعة الحال، وتمكنوا من استرداد ما سلبوا.
ثم إن إطلاق أهل مكة كان مع التمكن والغلبة، أي كان عفواً عند المقدرة، وهي مقدرة على الجاني وعلى استرجاع ما سلبه.
ذلك مع ما كان يرجى بإطلاقهم من تأليف قلوبهم على الإسلام وهم أهل بلد بأسره، وحصول المصلحة في ذلك لا ريب مؤيد بالعصمة النبوية، ومع افتراض أنه اجتهاد من النبي صلى الله عليه وسلم؛ فهو اجتهاد لو لم يكن صائباً لرُدَّ بوحي. وهو ما لا يتسنى لآحاد المجتهدين، فالقول بالمصلحة في العفو عن هؤلاء القتلة اللصوص قول مطنون لا يمكن القطع به من ثم لا وجه للإلزام به.
ثم إن هؤلاء المستدلين بإطلاق أهل مكة، ذهلوا أو تغافلوا عن أمر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بأخذ نفر بأعيناهم سماهم، لم يعفهم من المؤاخذة ولو تعلقوا يأستار الكعبة. فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ مَكَّةَ عَامَ الْفَتْحِ، وَعَلَى رَأْسِهِ الْمِغْفَرُ. فَلَمَّا نَزَلَ جَاءَهُ رَجُلٌ،

نام کتاب : بحوث ومقالات حول الثورة السورية نویسنده : الشحود، علي بن نايف    جلد : 1  صفحه : 1411
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست