responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحوث ومقالات حول الثورة السورية نویسنده : الشحود، علي بن نايف    جلد : 1  صفحه : 1413
أصحابها، وحقوق لجماعة المسلمين تملكها الأمة بأسرها، وحقوق ثابتة لله تعالى مستقلة أو منفصلة عن حقوق المخلوقين.
ومما يغري بهذا النهج النشاط المحموم لبعض الإعلاميين والسياسيين الذين يروجون لفكرة العفو، مجتهدين في إدراج ما يعدونه سماحة ضمن مفردات السمت الحضاري للثورة!!
كما يشغب هذا الفريق على المطالبين بالمحاسبة والثأر والقصاص بالحديث عن الشماتة وكأنها نقيصة تشين المطالبين بالثأر، ولست أدري من أين أتوا بهذا التجديل المغرر الذي يزعمون فيه أن إشفاء صدر المظلوم وإذهاب غيظه بمعاقبة عدوه يُعد شماتة؟ فإن كانوا يُعدِّون ما يرافق ذلك من الابتهاج والفرح والغبطة شماتة فليكن.
والله تعالى يقول: " {أَلَا تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّوا بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ وَهُمْ بَدَءُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (13) قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ (14) وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (15)} [التوبة]
ومن أين لهم أن الشماتة مذمومة بإطلاق؟
لقد وهموا إن ظنوا أن لهم حجة في حديث عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَعِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا تُظْهِرِ الشَّمَاتَةَ لِأَخِيكَ فَيَرْحَمَهُ اللَّهُ وَيَبْتَلِيكَ» سنن الترمذي ت شاكر (4/ 662) (2506) صحيح
فإنه ظاهر في المنع من إظهار الشماتة لا منع الشماتة نفسها. على أن شماتة المظلوم بظالمه حين ينال منه بالقصاص العادل أو باستخلاص الحق ليس مما يشمله الحديث، بل الحديث محمول على ما يلحق بالظالم من عقوبة ربانية وانتقام إلهي، لا على حالة القصاص المشروع الذي تهدأ به ثائرة النفوس حتى لا يبقى بين الناس منزع للتباغض والتقاتل والثارات المسرفة المنفلتة من قواعد العدل ومظاهر التراحم.
وفريق منهم لا يزال متشككاً في إمكانية التغيير، فهو يعمل حساباً لغد قد يُبقي على هؤلاء المفسدين، ليكون له عندهم يومئذ من اليد ما يجد به لنفسه وضعاً متميزاً ولقدمه موضعاً. أي على قاعدة إمساك العصا من منتصفها.
وفريق منهم هو في حقيقة الأمر حريص على إبقاء بعض الأوضاع التي يدرك أنه لا سبيل إلى حفظ مصالحه الشخصية ومكتسباته إلا بالإبقاء عليها، فهو لم يُحصِّل ما حصَّل ولم يكتسب ما اكتسب إلا في ظل تلك الأوضاع.
وإلا فكيف نفسر مواقف من لم يزل يتلمس للمفسدين الأعذار، لقد بلغت الوقاحة ببعضهم إلى حد التبجح بادعاء براءة الشرطة نفسها!!

نام کتاب : بحوث ومقالات حول الثورة السورية نویسنده : الشحود، علي بن نايف    جلد : 1  صفحه : 1413
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست