responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحوث ومقالات حول الثورة السورية نویسنده : الشحود، علي بن نايف    جلد : 1  صفحه : 1959
بضرورة العقل، وشهادة الواقع، والحس، ومن الخطأ الشائع الظن أنَّ فساد السلطة نتيجة لفساد الرعية، والعكس أولى بالصواب، غير أنّ الرعيّة تعاقب على سكوتها عن ظلم السلطان، ورضاها به، باستدامة ذلك الظلم عليهم جزاء وفاقاً، ولا يظلم ربك أحداً.
فعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -:" إِذَا رَأَيْتُمْ أُمَّتِي لَا تَقُولُ لِلظَّالِمِ: أَنْتَ ظَالِمٌ، فَقَدْ تُوُدِّعَ مِنْهُمْ " (1)
ولهذا ورد في السنة كما في صحيح مسلم قَالَ الْمُسْتَوْرِدُ الْقُرَشِيُّ، عِنْدَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -،يَقُولُ: «تَقُومُ السَّاعَةُ وَالرُّومُ أَكْثَرُ النَّاسِ» فَقَالَ لَهُ عَمْرٌو: أَبْصِرْ مَا تَقُولُ، قَالَ: أَقُولُ مَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -،قَالَ: لَئِنْ قُلْتَ ذَلِكَ، إِنَّ فِيهِمْ لَخِصَالًا أَرْبَعًا: إِنَّهُمْ لَأَحْلَمُ النَّاسِ عِنْدَ فِتْنَةٍ، وَأَسْرَعُهُمْ إِفَاقَةً بَعْدَ مُصِيبَةٍ، وَأَوْشَكُهُمْ كَرَّةً بَعْدَ فَرَّةٍ وَخَيْرُهُمْ لِمِسْكِينٍ وَيَتِيمٍ وَضَعِيفٍ، وَخَامِسَةٌ حَسَنَةٌ جَمِيلَةٌ: وَأَمْنَعُهُمْ مِنْ ظُلْمِ الْمُلُوكِ " (2)
ولما كانت هذه الخُلَّة الجميلة فيهم، لا يكاد يُسلَّط عليهم ظالمٌ من أنفسهم، يستبيحهم كما يحدث عند غيرهم. ولهذا السبب _ أعني كون فريضة تقويم السلطة عظيمة جداً في هذا الدين _ صار أعظم الجهاد، ما يكون في تقويم إنحراف السلطة، وإصلاحها، كما روى النسائي عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ، أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - وَقَدْ وَضَعَ رِجْلَهُ فِي الْغَرْزِ، أَيُّ الْجِهَادِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: «كَلِمَةُ حَقٍّ عِنْدَ سُلْطَانٍ جَائِرٍ» (3)
وعَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «سَيِّدُ الشُّهَدَاءِ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَرَجُلٌ قَالَ إِلَى إِمَامٍ جَائِرٍ فَأَمَرَهُ وَنَهَاهُ فَقَتَلَهُ» (4)
ومعلوم أنَّ الجهاد أفضل متطوع به، وفي هذا الحديث أن أفضله، هو كلمة الحقِّ الناقدة لجور الحاكم، فهذا نص واضح في أنَّ جهود إصلاح الأنظمة المنحرفة، بالوسائل المشروعة المعتبرة، أفضل الجهاد في سبيل الله تعالى.
وليس في هذا الحديث ونظائره، ما يقتضي إسراراً لكلمة النقد، بل هو بالحضِّ على إعلانها أوضح، إذْ ما جُعلت أفضل الجهاد إلاّ من أجل أنّ في الإعلان التعرُّض لبطش الظالم، وفي ذلك أعظم البذل للجهد، وارتكاب المشقة في سبيل الله تعالى، ولأنَّ في الجهر والإعلان تخويفُ الحاكم الجائر، من تشجيع المجاهر بالإنكار لغيره على الإنكار أيضاً، مما يؤدي إلى ارتداعه عن الظلم، فهي في الحقيقة وسيلة مؤثرة لكبح جماح السلطة وتقييدها.

(1) -[السنن الكبرى للبيهقي 6/ 158] (11516) صحيح لغيره (زيادة مني)
(2) -[صحيح مسلم 4/ 2222] 35 - (2898) (الشيخ ذكر المعنى فقط)
(3) -[سنن النسائي 7/ 161] (4209) صحيح
(4) -[المستدرك على الصحيحين للحاكم 3/ 215] (4884) وصحيح الجامع (3675) صحيح لغيره
نام کتاب : بحوث ومقالات حول الثورة السورية نویسنده : الشحود، علي بن نايف    جلد : 1  صفحه : 1959
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست