responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحوث ومقالات حول الثورة السورية نویسنده : الشحود، علي بن نايف    جلد : 1  صفحه : 1966
ومما ورد أيضا في هذا الباب، مما في حياة شيخ الإسلام المجتهد الإمام ابن تيمية الحنبلي قال: (فبلغ الشيخ أنّ جميع ما ذكر من البدع يتعمدها النّاس عند العمود المخلق الذي داخل (الباب الصغير) الذي عند (درب النافدانيين) فشد عليه، وقام، واستخار الله في الخروج إلى كسره، فحدثني أخوه الشيخ الإمام القدوة شرف الدين عبدالله بن تيمية قال: فخرجنا لكسره , فسمع الناس أنَّ الشيخ يخرج لكسر العمود المخلق، فاجتمع معنا خلق كثير) ص 10 رسالة بعنوان ناحية من حياة شيخ الإسلام ابن تيمية تحقيق محبّ الدين الخطيب
فهذا شيخ الإسلام، خرج معه خلق كثير ليغيِّروا منكرا، فلم يأمرهم بالرجوع عنه (بحجة أنها مظاهرة محرَّمة)! بل سار معهم إلى أن غيَّر المنكر بهم!!
فكذا لو خرج العلماء، ومعهم المحتجُّون، وساروا _ مثلا _ إلى مقرِّ السلطة، ليظهروا النكير عليها في ظلم، أو منكر، أو لرد حقّ، أو إطلاق سجناء حُبسوا بغير حق، ونحو ذلك، لكان من يسمِّي هذا (خروجاً عن ولاة الأمر)،ويحرّمه مخطئا خطأ بيِّنا، بل يكون تحريمه من أعظم أسباب بقاء الظلم، وإاستمراره، وتعطل المصالح، وزيادة المفاسد في الأمّة، فيكون هو من أعوان الظلمة!
ومن الأمثلة أيضا، ما هو معلومٌ مشهور، ما حملته كتب التراجم من قيام العلماء السالفين بالخروج متظاهرين لدفع المفاسد، وللإصلاح في جماعات كثيرة، ومن ذلك ما نقل عن الإمام البربهاري أنه كان يظهر مع أصحابه، وينتشرون في الإنكار، حتى حملت كتب التاريخ تلك القصة المشهورة عن اجتيازه بالجانب الغربي في بغداد، فعطس فشمَّته أصحابه، فارتفعت ضجّتهُم حتى سمعها الخليفة وهو في روشنه! فسأل عن الحال، فأخبر بها، فاستهولها!!
فليت شعري ماذا كان يفعل البربهاري في مسيره هذا مع آلاف من أنصاره في ذلك الزمن في شوارع عاصمة الخلافة الإسلامية، ولماذا لم يُنكر عليه، هذا الحشد الهائل الذي كان يتوصل به إلى إنكار المنكرات، ومقاومة الفساد، وهو حشد كبير بحيث إنْ يُشمّته من حوله، يبلغ صوت: (يرحمك الله) إلى رأس السلطة في مقرِّه!!
وأيضا مما ورد في السنة من استدعاء الحشد للبلاغ، ما في الصحيحين عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ} [الشعراء:214]،صَعِدَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى الصَّفَا، فَجَعَلَ يُنَادِي: «يَا بَنِي فِهْرٍ، يَا بَنِي عَدِيٍّ» - لِبُطُونِ قُرَيْشٍ - حَتَّى اجْتَمَعُوا فَجَعَلَ الرَّجُلُ إِذَا لَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يَخْرُجَ أَرْسَلَ رَسُولًا لِيَنْظُرَ مَا هُوَ، فَجَاءَ أَبُو لَهَبٍ وَقُرَيْشٌ، فَقَالَ: «أَرَأَيْتَكُمْ لَوْ أَخْبَرْتُكُمْ أَنَّ خَيْلًا بِالوَادِي تُرِيدُ أَنْ تُغِيرَ عَلَيْكُمْ، أَكُنْتُمْ مُصَدِّقِيَّ؟» قَالُوا: نَعَمْ، مَا جَرَّبْنَا عَلَيْكَ إِلَّا صِدْقًا، قَالَ: «فَإِنِّي نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ

نام کتاب : بحوث ومقالات حول الثورة السورية نویسنده : الشحود، علي بن نايف    جلد : 1  صفحه : 1966
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست