نام کتاب : بحوث ومقالات حول الثورة السورية نویسنده : الشحود، علي بن نايف جلد : 1 صفحه : 1972
والثاني: حتى ترجع إلى كتاب الله وسنة رسوله، قاله قتادة. فإن فاءت يعني: رجعت عن البغي.
فأصلحوا بينهما بالعدل فيه وجهان:
أحدهما: بالحق.
والثاني: بكتاب الله.
وأقسطوا يعني: اعدلوا، ويحتمل وجهين:
أحدهما: اعدلوا في ترك الهوى والممايلة.
والثاني: في ترك العقوبة والمؤاخذة.
إن الله يحب المقسطين يعني العادلين.
قال أبو مالك: في القول والفعل.
فدلت هذه الآية على:
- ... بقاء البغاة على إيمانهم.
- ... ودلت على الابتداء بالصلح قبل قتالهم.
- ... ودلت على وجوب قتالهم إن أقاموا على بغيهم.
- ... ودلت على الكف عن القتال بعد رجوعهم.
- ... ودلت على أن لا تباعة عليهم فيما كان بينهم.
فهذه خمسة أحكام دلت عليها هذه الآية فيهم.
وقال الشافعي: وفيها دلالة على أن كل من وجب عليه حق فمنع منه، وجب قتاله عليه حتى يؤديه. [ص:101] فروى سلمة بن الأكوع وأبو هريرة رضي الله عنهما أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: من حمل علينا السلاح فليس منا.
وأما الإجماع الدال على إباحة قتالهم: فهو منعقد عن فعل إمامين: أحدهما: أبو بكر في قتال مانعي الزكاة.
والثاني: علي بن أبي طالب في قتال من خلع طاعته.
إلى أن جاء في الفرق بين قتال أهل البغي وقال أهل الشرك (والعياذ بالله أن نكون منهم) ما يلي:
قال الماوردي: اعلم أن المقصود بقتال أهل البغي كفهم عن البغي، والمقصود بقتال أهل الحرب قتلهم على الشرك، فاختلف قتالهما لاختلاف مقصودهما من وجهين:
أحدهما: في صفة الحرب. والثاني: في حكمها.
فأما اختلافهما في صفة الحرب، فمن تسعة أوجه:
أحدها: أنه يجوز أن يكبس أهل الحرب في دارهم غرة وبياتا، ولا يجوز أن يفعل ذلك بأهل البغي.
[ص:132].
نام کتاب : بحوث ومقالات حول الثورة السورية نویسنده : الشحود، علي بن نايف جلد : 1 صفحه : 1972