نام کتاب : بحوث ومقالات حول الثورة السورية نویسنده : الشحود، علي بن نايف جلد : 1 صفحه : 20
حَتَّى يُفْطِرَ، وَدَعْوَةُ الْمَظْلُومِ تُحْمَلُ عَلَى الْغَمَامِ وَتُفْتَحُ لَهَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَيَقُولُ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ: لَأَنْصُرَنَّكِ وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ "الدعاء للطبراني (ص: 392) (1315) صحيح لغيره
وهذا ظاهر في هذه الأحداث الجارية فإن الله أظهر فيها نصره للمظلومين نصرا لم يتوقعوه، ولم يظنوه، ولم يخطر على بالهم، حتى بكوا من شدة الفرح، كما بكوا قبل ذلك من شدة الحزن!
فتجلى عدل الله في الدنيا، كما سيتجلى عدله يوم القيامة كما قال سبحانه {وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ} [إبراهيم: 42]!
3 - توريث المستضعفين الأرض، وجل الدولة والعاقبة لهم، وهي سنة من سنن الله في الخلق، فقد جعل الله الأيام بين الناس دولا {وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ} [آل عمران: 140] لتتجلى قدرته وعزته، وأنه وحده مالك الملك، يؤتي الملك من يشاء، وينزع الملك ممن يشاء، ولهذا يرى الخلق جميعا كيف يُعلي الله شأن المستضعفين، ويديل الدولة لهم، وكيف يذل الملوك والمستكبرين، وينزع ملكهم {إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (4) وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ (5) وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ (6)} [القصص]!
وقد شاهد العالم كله كيف أورث الله كثيرا من المستضعفين ملك بلدانهم، كما جرى لمانديلا في جنوب أفريقيا، وفاليسيا زعيم حركة التضامن في بولندا، ..... فقد أخرجهم الله من السجون إلى العروش، لا فرق في هذه السنن بين مسلم وغير مسلم!
4 - تدمير المترفين، وإهلاك المفسدين، وقصم الملأ المستكبرين، كما قال تعالى {وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا} [الإسراء: 16] ...
فهذه سنة كونية قدرية يراها الناس في كل عصر ومصر، فكم قصم الله من الملأ المترفين، وكم دمر من المستكبرين، حتى أصبحوا أحاديث، وجعلهم آية لمن خلفهم، كما قال تعالى لفرعون حين غرقه {آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (91) فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ (92)} [يونس: 91 - 93]! فالله جل جلاله لا يرضى الفساد في الأرض {وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا} [الأعراف: 56]، ولا يصلح عمل المفسدين {إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ} [يونس: 81]!
وقد أفسد هؤلاء الطغاة في مصر وتونس وليبيا وغيرها من البلدان العربية فسادا عظيما ضجت منه الأرض، وسخطت منه السماء، فتجاوزوا الفساد الأخلاقي، إلى فساد جنائي وسياسي ومالي وإداري، حتى صارت أموال الشعوب نهبا لهم ولزوجاتهم وأبنائهم، بينما يموت الفقراء في بلدانهم جوعا وفقرا!
نام کتاب : بحوث ومقالات حول الثورة السورية نویسنده : الشحود، علي بن نايف جلد : 1 صفحه : 20