|
||||
| نام کتاب : بحوث ومقالات حول الثورة السورية نویسنده : الشحود، علي بن نايف جلد : 1 صفحه : 2088 | ||||
|
انهيار الدولة التركية ومشاركة عملاء العرب بانهيارها والتدخلات الصفوية لإيقاف مد الدولة العثمانية باتجاه أوروبا وكذلك بالمعاهدات والارتباطات مع العدو الإسرائيلي إبان الحكم العلماني والمعاهدات والارتباطات مع الغرب بفعل موقعها الجغرافي. لذا يظهر الموقف التركي للمتابع متناقضا في كثير من الأحيان فهو يشارك في الحرب على أفغانستان ويمتنع عن المشاركة في العراق ويطالب بالانفتاح على الغرب رغم معارضة الغرب له ويسارع بالانفتاح نحو الأمة العربية في سوريا والأردن ولبنان ويقف مساندا لإيران في معركة المشروع النووي السلمي إلا انه يتعارض معها في العراق ويرفض تحركها باتجاه البحرين , ويظهر انه معادي لإسرائيل في الخطاب السياسي إلا انه يعتبر منسق المفاوضات غير المباشرة بين سوريا وإسرائيل إضافة إلى العلاقات السياسية والاقتصادية والعسكرية معها , ويشارك اليونيفيل في حماية الجبهة الشمالية لدويلة إسرائيل , ويحرك سفنه البحرية العسكرية مع الحلف الأطلسي نحو ليبيا ولم يحرك سفنه للدفاع عن سفينة مرمره التركية التي اغتصبها قراصنة العدو الإسرائيلي , ويشارك العالم في الحرب على الإرهاب ويعتقل عددا من الإسلاميين مع انه يتبنى الفكر الإسلامي في إطار المشروع العلماني. إن هذه العوامل وغيرها تمنع ظهور تركيا كلاعب فاعل في المنطقة ولكنها أيضا تقدم انطباعا عن بداية التحرك التركي للعب دور أوسع قد يكون رئيسيا في المنطقة عندما تعلن تركيا في المرحلة القادمة بوضوح ما الذي تريده؟ والى جانب من تقف؟. إن تركيا تقع في دائرة الصراع التي مركزها القدس ومماسها مكة المكرمة كما توصلنا في رسالة "تحديد مكان الصراع: في الإسراء بشائر النصر", كما أن تركيا كانت حامية الخلافة الإسلامية ومقدساتها لأكثر من خمسة قرون ومواطنيها من السنة الذين يمتازون بالشفافية والروحانية والالتزام ولا تزال صلاة الجمعة في تركيا تصلى ركعتين ومن ثم تقام الصلاة لأربع ركعات الظهر لان الجمعة تصح فقط عندهم بوجود الخليفة الذي يغيب عن الأمة الإسلامية ولا زال الأتراك يبكون على ضياع القدس من أيدي المسلمين وهم ينتظرون اللحظة التي يكون لهم فيها سهم المشاركة في تحريرها وما سفينة الحرية إلا مشهدا صغيرا من طموحاتهم. لكن الحكم على الشعوب يختلف عن الحكم على السياسة والسياسيين وعلاقات المصالح بين الأنظمة والارتباطات المتشابكة والمعاهدات وحسن الجوار والتطلعات المستقبلية ومدى الاستعداد للمواجهة الشاملة أو التضحية ببعض المكاسب من اجل تكريس المبادئ أو الجاهزية للخروج عن الالتزامات الأممية المرتهنة إلى بعض الدول الدائمة في مجلس الأمن. إن هذا الدور الهامشي لتركيا لن يستمر طويلا وخاصة أن ثمة ثورة عالمية على المستوى الداخلي للنظم الحاكمة تظهر جلية في الوطن العربي وستمتد لتطال دول العالم ولن تكون دولة واحدة بمعزل |
||||
| نام کتاب : بحوث ومقالات حول الثورة السورية نویسنده : الشحود، علي بن نايف جلد : 1 صفحه : 2088 | ||||
|
www.eShia.ir