responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحوث ومقالات حول الثورة السورية نویسنده : الشحود، علي بن نايف    جلد : 1  صفحه : 2089
عنها. وسيجري نهر الثورات عبر القارات الخمس حتى يعود الإنسان إلى الاتساق مع حركة الكون في طاعة الله والاحتكام إلى أوامره وحتى يعود الدين الإسلامي في الواقع نقيا كما بدأ.
إن خروج تركيا عن دورها الهامشي يستلزم مرحليا أن تكون جزءا من احد المشاريع الثلاثة - الغربي , أو العربي, أو الإيراني- أو السير على خط دقيق بينها للوصول إلى بر الأمان قبل تحديد الوجهة الرئيسية للمشروع التركي ولفهم وجهة المشروع التركي ننظر في الاحتمالات المتوقعة لتحرك هذا المشروع في المنطقة وأي المسارات سيتبع؟ وفي أي المشاريع سيأخذ دوره الحقيقي؟.
فبالنسبة إلى العلاقة التركية الإيرانية وإمكانية أن تكون تركيا ضمن المشروع الإيراني فان ثمة عوامل مشتركة جامعة بينهما فهما دولتان عضوان في منظومة مؤتمر الدول الإسلامية وهما جارتان وتعانيان من مشاكل مشتركة أهمها القضية الكردية وبينهما مصالح اقتصادية مشتركة وشاركتا الغرب في إسقاط نظام طالبان , إلا أنهما في نفس الوقت تختلفان في المذهب وهما قوتان إقليميتان متنافستان كما أن تمدد أي منهما يشكل خطورة على الأخرى وموقعها الإقليمي ويوجد بينهما خلاف على امتلاك السلاح النووي الإيراني رغم تصويت تركيا ضد مشروع قرار العقوبات على إيران في مجلس الأمن كما أنهما تتنازعان بشكل واضح على ما يجري في العراق وتتنافسان على العلاقة مع سوريا وكان واضحا للجميع الموقف التركي في لبنان عندما تمحور الطرف السني إلى الجانب التركي في زيارة اردوغان وتمحور الطرف الشيعي إلى إيران في زيارة احمد نجاد , كما كان واضحا الدور التركي في تأييد النظام في البحرين مع المطالبة بالإصلاحات وكذلك فرملة الإجراءات الإيرانية لدعم الشيعة فيها ويتعدى التنافس إلى الجهة الغربية من الوطن العربي لتكون الزيارة الأولى لاردوغان في عهد مصر الجديد بعد الثورة لاستطلاع الأمور عن كثب ليستبق الدور الإيراني الذي ينسق مع حركة الأخوان من عدة سنوات.
يضاف إلى ذلك التخوف التركي من الهلال الشيعي الذي يعزل تركيا عن محيطها العربي وعمقها السني فإيران , والأكراد في العراق الذي يسيطر عليها عملاء إيران, ومن ثم سوريا التي تحكم بالطائفة الشيعية يشكل عازلا جغرافيا يغطي مسافات بعيدة المدى تشكل خطرا عسكريا إذا ما حدث اشتباك عسكري للسبب أو آخر ومعوقا اقتصاديا لدولة تتطلع إلى نمو اقتصادي يساعد في بناء القوة التركية الداخلية التي تحمي أمنها القومي وموقعها الإقليمي.
كما أن العلاقات التركية التاريخية إبان الخلافة العثمانية مع إيران كدولة صفوية في القرن السادس عشر شهدت معارك دامية تمثلت في محاولة إضعاف الدولة العثمانية من الداخل لحساب الغرب والكنيسة البابوية مما أوقف المد العثماني نحو اسلمة أوروبا كاملة واضعف الدولة العثمانية وأدى إلى بدايات انقسامها على أساس مذهبي ساعد في الانقسام الجغرافي لاحقا.

نام کتاب : بحوث ومقالات حول الثورة السورية نویسنده : الشحود، علي بن نايف    جلد : 1  صفحه : 2089
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست