نام کتاب : بحوث ومقالات حول الثورة السورية نویسنده : الشحود، علي بن نايف جلد : 1 صفحه : 2232
الله أكبر، تهبط عليهم جميعًا كما تهبط البركات من السماء، وتمشي في قلوبهم كما يمشي النور في الفضاء، يذكر الأقوياء بأن لا يتكبروا على الضعفاء، ويصرخ في آذان الذين غرتهم أنفسهم وأغواهم شيطانهم، فعبدوا المادة، ونسوا العبادة، وجحدوا المعاد. يذكرهم أن وراء الجسد روحًا، وأن بعد الدنيا آخرة، وأن في الوجود ربًا يمهل ولا يهمل، ويُنسي ولا ينسى.
الله أكبر، هي بإذن الله مفزعُ التائبين، وملجأُ الخائفين، ونورُ المتعبّدين، وبضاعةُ المتاجرين، تجلو صدأ القلوب بأنوارها، وتزيلُ حُجُب الغفلات بأذكارها، وتنيرُ الوجوهَ بأسرارها وآثارها.
الله أكبر من كل كبير، وأكبر من كل عظيم، وأكبر من كل قوي، وأكبر من كل غني، عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ [الرعد:9].
جعل الله التكبير عبادة وقربى، أمر المؤمنين بالتوجه إليه، لينالوا عنده منزلة رفيعة وزلفى، فكلهم يفزع في حاجته إليه، ويعول عند الحوادث عليه.
فشأنُ التكبير عظيم، وحقيقتُه إظهارُ الافتقارِ إلى الرب الجليل، والتبرؤ من الحول والقوة إلا بالله، وهو سمةُ العبودية، واستشعارُ الذِلة، وفيه معنى الثناءِ على الله، وإضافةِ الجودِ والكرمِ إليه، يعيشُ بها المؤمنُ في ملاذٍ أمين، وقرارٍ مكين. ويأوي إلى ركن شديد، ينزل بالله حاجته، ويستعين به في كافة أموره، وبهذا يقطعُ الطمعَ مما في أيدي الخلق، فيتخلصُ من أسرهم ويتحررُ من رقهم ويسلمُ من منتهم، فيظلُ مهيبَ الجناب موفورَ الكرامة، وهذا رأسُ الفلاح وأسُ النجاح.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "وكلما قوي طمع العبد في فضل الله ورحمته، لقضاء حاجته ودفع ضرورته، قويت عبوديتُه له وحريتُه مما سواه".
وقال شيخ رحمه الله تعالى: "وهذا كله يبين أن التكبير مشروع في المواضع الكبار لكثرة الجمع، أو لعظمة الفعل أو لقوة الحال أو نحو ذلك من الأمور الكبيرة؛ ليبين أن الله أكبر، لتستولي كبرياؤه في القلوب على كبرياء ما سواه، ويكون له الشرف على كل شرف، كما في الحديث القدسي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَعْنِي قَالَ اللهُ -: " الْكِبْرِيَاءُ رِدَائِي، وَالْعَظَمَةُ إِزَارِي، فَمَنْ نَازَعَنِي وَاحِدًا مِنْهُمَا أَدْخَلْتُهُ جَهَنَّمَ "مسند أحمد ط الرسالة (14/ 473) (8894) صحيح
موسوعة خطب المنبر (ص: 3141)
وعند ذلك لا يلجأ المؤمن لغير الله تعالى ولا يستعين إلا به لأنه هو وحده الأكبر، ولا يمكن لعاقل أن يترك اللجوء للأكبر ويلجأ للأصغر ..
إنَّ تكرار هذه الجملة يقوي إيمان المسلم ويقرِّبه من الله تعالى أكثر، ويجعله يوقن أن غير الله تعالى لا ينفع ولا يضرُّ ... قال تعالى: {إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ (196) وَالَّذِينَ
نام کتاب : بحوث ومقالات حول الثورة السورية نویسنده : الشحود، علي بن نايف جلد : 1 صفحه : 2232