نام کتاب : بحوث ومقالات حول الثورة السورية نویسنده : الشحود، علي بن نايف جلد : 1 صفحه : 2281
لا في صالح الطائفة، ومن هنا وجب على الطائفة أن تعيد حساباتها مرة أخرى بتحقيق البيان الحقيقي بعيدا عن التلبيس وذلك لاستمرار الثورة لتحقيق مطالب الإسلام من خلال منهج الإسلام لأن هذا هو مقتضى عملها في أرض الإسلام، ومن ثم لا يكون الرد على من يرون أن الإسلام محصورا في المادة الثانية من الدستور بتصحيح الفكرة فقط على أن الإصلاح التشريعي يتحقق بجعل الشريعة هي المصدر الوحيد للقانون، مفتقرا إلى بيان أن ذلك لن يتحقق إلا من خلال منهج الإسلام في مواجهة النظام العلماني من خلال الجماعة المسلمة التي ارتضت الإسلام وخضعت واستسلمت لله وحده لتحقيق الإسلام والشريعة، ومن هنا يرتفع الالتباس من أن ذلك يمكن تحقيقه من خلال النظام العلماني، أو من خلال الدخول في الأحزاب لتصحيح العملية التشريعية، أو الاقتصار على الثورة السلمية، بل عرض الأعداء الطرح السلمي في مقابل الطرح المنهجي الذي يعتمد على المواجهة، ودور الإعلام الصليبي في ثورة الشعوب في مواجهة الإعلام الجهادي، ومن ثم لا بد من بيان المنهج الشرعي لا لتثبيت الفكرة التي يقوم عليها الأعداء في حربهم ضد المنهج الإسلامي بل في دحضها وبيان زيفها ومواجهتها.
-------
وكذلك الصليبية دفعت إليه دفعا في ضوء الصراع القائم بينها وبين طائفة الحق، وذلك باستبدال الوجه القبيح بوجه جديد يكون له دعم شعبي يساعد في استمرار الحرب على الإسلام ساعية إلى الاستفادة من هذه الثورة في تدعيم حكمها إلى أقصى غاية، فتغيير الحاكم لا يعني تغيير نظام الحكم القائم على العلمانية المزيفة فهي صورة من صور الصراع بين الطائفة (المنصورة) والكفر العالمي لها متطلبات في المواجهة يجب أن تكون واضحة أمام الطائفة حتى لا تفقد دورها في تلك المرحلة من الصراع مع قيامها بدور تبريري لا حقيقي في الصراع تكون الغلبة فيه للأعداء ومن ثم بيان الإسلام ومنهجه ومتطلباته عند الأمة حتى يتضح لها طريق الإسلام. فالصراع بين قطبي الصراع لمن يكون الحكم والغلبة للإسلام ولمنهج الإسلام أم للكفر ولمنهج الكفر ومن ثم لا بد من استبانة سبيل المؤمنين من سبيل المجرمين مقدمة ضرورية في تحقيق ذلك الدفع الحقيقي وتحقيق المسلم العظيم الذي يمثل ظاهرة ربانية لا مثيل لها على وجه الأرض بدلا من تلك الفقاعات التي تتحرك من خلال مفاهيم منحرفة والتي تذهب بها إلى خدمة سبيل المجرمين.
--------
كما أظهرت الثورة أيضا الوجه الزائف لتلك الجماعات وظهور الوجه العلماني لها، الذي لا يحمي فقط مسيرة الكفر في بلاد الإسلام، بل يحمي أيضا الصليبية والصهيونية العالمية، والذي تمثل في السباق المحموم في الارتماء من خلال رموز تلك الحركات إلى أحضان العلمانية على إنها هي الإسلام ملبسا ومعطلا ومشوها للحقائق الشرعية، فمن كان يتحدث عن التوحيد والكتاب والسنة أصبح يتحدث عن الدستور العلماني وتغيير بعض مواده، ويعتبر ذلك غزوة كغزوة بدر الكبرى التي تمثل الفرقان بين
نام کتاب : بحوث ومقالات حول الثورة السورية نویسنده : الشحود، علي بن نايف جلد : 1 صفحه : 2281