نام کتاب : بحوث ومقالات حول الثورة السورية نویسنده : الشحود، علي بن نايف جلد : 1 صفحه : 54
من الذين يتظاهرون لتأييد الأسد؟؟؟
لا أحد يؤيد النظام الطائفي البغيض إلا أحد اثنين:
أولا- طائفته النصيرية، فقد استلموا كل شيء في البلد من الجيش إلى الأمن والشرطة والمخابرات والمؤسسات والشركات الحكومية من القشاش حتى رئيس الدولة، وقد أباح لهم الأسد البلد كأنها غنيمة لهم يفعلون فيها ما يشاءون، ينهبون ويسلبون، ويقتلون ويبطشون، ويرتكبون كل الموبقات ولا حسيب ولا رقيب وهذا يعرفه أغبى إنسان في الأرض ...
ثانيا- الانتهازيون والوصوليون من أهل السنة وغيرهم ممن باعوا دينهم بثمن بخس ..... وهؤلاء لا يهمهم إلا مصالحهم فقط ......
وباقي الشعب لا أحد منهم يريد الأسد ولا أي واحد مسؤول في دولته صغير أو كبير فأقل واحد منهم حرامي ونصاب وبائع للذمم .....
-----------------
وأما موضوع المظاهرات المؤيدة للنظام فهم إما طلاب مدارس وجامعات وموظفين في الحكومة فرض عليهم الخروج في المظاهرات لتأييد السيد الرئيس وإلا كانت العقوبة الطرد من الوظيفة أو العقوبة البدنية أو الخصم من الراتب واعتباره ضمن القائمة السوداء، وقد قيل قديما:" إن صوت المعدة أقوى من صوت الضمير " أو على طريقة ((جوِّعْ كلبك بيلحقك)) .....
وهذا يعرفه القاصي والداني منذ أن قامت ثورة البعث عام 1963
ولو سألت أي واحد منهم لم خرجت في المظاهرة وأنت غير مقتنع بها وأنت مظلوم مضطهد منهوب الحقوق؟
يقول: أخاف على حالي وحال عيالي وعلى لقمة العيش حيث ليس لي مورد إلا هذه الوظيفة، كما أنني أخاف جدا من بطش زبانية الأسد الذي تقشعر منه الجلود والأبدان فأنا لا أتحمل بطشهم وأذاهم.
ولكن نسي هؤلاء أنهم أموات بلباس أحياء، فقد أمات فيهم الأسد كل نخوة وحمية، ونشر بينهم الرعب والخوف والهلع، ولكن نسي هؤلاء الذين يطيعون الطاغية الأسد وغيره أنهم لا عذر لهم عند الله تعالى، وعندها غضب الله تعالى ونقمته تصيب الجميع بما فيهم هؤلاء الذين استخفَّهم الطغاة أمثال الأسد، قال تعالى: {فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ (54) فَلَمَّا آسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ (55) فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفًا وَمَثَلًا لِلْآخِرِينَ (56)} [الزخرف:54 - 56]
واستخفاف الطغاة للجماهير أمر لا غرابة فيه فهم يعزلون الجماهير أولا عن كل سبل المعرفة، ويحجبون عنهم الحقائق حتى ينسوها، ولا يعودوا يبحثون عنها ويلقون في روعهم ما يشاءون من المؤثرات حتى تنطبع نفوسهم بهذه المؤثرات المصطنعة. ومن ثم يسهل استخفافهم بعد ذلك، ويلين قيادهم، فيذهبون بهم
نام کتاب : بحوث ومقالات حول الثورة السورية نویسنده : الشحود، علي بن نايف جلد : 1 صفحه : 54