نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 112
أن يخاصمك ويأخذ ثوبك فخل له رداءك أيضًا، ومن سخرك ميلا فامش معه اثنين، ومن سألك فأعطه، ومن أراد أن يقترض منك فلا تمنعه، وقد سمعتهم أنه قيل: أحبب قريبك وابغض عدوك، أما أنا فأقول لكم: أحبوا أعداءكم وأحسنوا إلى من يبغضكم، وصلوا لأجل من يعنتكم ويضطهدكم) [1].
لكن أمة النصارى لم تهتد، بل حرفت وبدلت فضلت عن سواء السبيل، ولئن كان اليهود مغضوب عليهم فإن النصارى ضالون، كما ثبت عن المصطفي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال في تفسير قوله تعالى: (غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ) [الفاتحة:7]، قال: "إن المغضوب عليهم اليهود وإن الضالين النصارى" [2].
وأول ضلالهم وعظم جورهم وبغيهم أن عدلوا بربهم غيره، وجعلوا له شركاء، إذ جعلوه ثالث ثلاثة، وتارة جعلوا المسيح -عليه السلام- هو الإله، وأخرى ابن الإله، قال تعالى عن كفرهم وضلالهم: (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ) [المائدة: 17]، وقال في آية أخرى: (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ) [المائدة: 72].
وقال -عز وجل- في آية أخرى: (اللهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاَّ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِن لَّمْ يَنتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) [المائدة: 73]، وقال سبحانه: (وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ) [التوبة: 30].
والشرك بالله، واتخاذ غيره معه، من أعظم الظلم كما أخبر الحق تبارك وتعالى على لسان العبد الصالح لقمان: (وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لاَ تُشْرِكْ بِاللهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ) [لقمان: 13].
ولما نزل قوله -عز وجل-: (الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الأمْنُ [1] إنجيل متى: الإصحاح السادس، فقرة (38 - 44). [2] أخرجه أحمد (4/ 378) من حديث عدي بن حاتم.
نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 112