responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 240
ولهذا دعى الله الرسل والمؤمنين إلى شكره، فقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ} [البقرة: 172] فالإيمان يدعو إلى الشكر والشكر ينمو به الإيمان فكل منهما ملازم وملزوم للآخر.
سادسًا: ومن أسباب دواعي الإيمان التي بينها القرآن الإكثار من ذكر الله في كل وقت، ومن الدعاء الذي هو مخ العبادة, فإن الذكر لله يغرس شجرة الإيمان في القلب ويغذيها وينميها، وكلما ازداد العبد ذكرًا لله قوي إيمانه؛ كما أن الإيمان يدعو إلى كثرة الذكر، فمن أحب الله أكثر من ذكره، ومحبة الله هي: الإيمان، بل هي روحه. قال تعالى: {يَا أَيّهَا الَذِينَ آمَنوا اذْكُروا اللَّهَ ذِكْرًا كثِيرًا} [الأحزاب: 41] وقال تبارك وتعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} [الأحزاب: 21].
سابعًا: ومن الأسباب الجالبة للإيمان التي بينها القرآن السعي والاجتهاد في تحقيق مقام الإحسان في عبادة الله والإحسان إلى خلقه قال تعالى: {ومَن يُسْلِمْ وجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ} [لقمان: 22] وقال تعالى: {وَقولُوا للنَّاسِ حُسْنًا} [البقرة: 83].
فعلى العبد: أن يعبد الله كأنه يشاهده, فإن لم يقوَ على هذا استحضر أن الله يشاهده ويراه؛ فيجتهد في إكمال العمل وإتقانه ولا يزال يجاهد نفسه ليتحقق بهذا المقام العالي، حتى يقوى إيمانه ويقينه ويصل في ذلك إلى حق اليقين وطريق المحسنين كما جاء في القرآن بيان صفاتهم، قال تعالى: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (15) آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ (16) كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ (17) وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (18) وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ} [الذاريات: 15 - 19]
وقال تعالى: {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [آل عمران: 134].
وبذلك يتضح لنا صفات المحسنين ويكون الإحسان إلى الخلق بالقول والفعل والمال والجاه وأنواع المنافع هو من الإيمان ومن دواعي زيادته، والجزاء من جنس

نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 240
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست