responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 241
العمل، فكما أحسن إلى عباد الله، وأوصل إليهم من بره ما يقدر عليه، أحسن الله إليه أنواعًا من الإحسان ومن أفضلها: أن يقوى إيمانه ورغبته في فعل الخير، والتقرب إلى ربه، وإخلاص العمل له [1].
ثامنًا: ومن الأمور التي تقوي الإيمان وتزيده ما ذكره الله تعالى في سورة المؤمنين من قوله: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ} إلى قوله: {أُوْلَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ} [المؤمنون: [1] - 11] فهذه الصفات الثمان، كل واحدة منها تثمر الإيمان وتنميه؛ كما أنها من صفات الإيمان وداخلة في تفسيره كما تقدم، فحضور القلب في الصلاة، وكون المصلي يجاهد نفسه على استحضار ما يقوله ويفعله: من القراءة والذكر والدعاء فيها، ومن القيام والقعود، والركوع والسجود من أسباب زيادة الإيمان ونموه [2].
وقد سمى الله تعالى الصلاة إيمانًا بقوله: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ} [البقرة: 143] {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ} [العنكبوت: 45] فحشاء ومنكر ينافي الإيمان، كما أنها تحتوي على ذكر الله الذي يغذي الإيمان وينميه؛ لقوله: {وَلَذِكْرُ اللهِ أَكبَرُ} [العنكبوت: 45] والزكاة كذلك تنمي الإيمان وتزيده فرضها ونفلها وقد بين النبي - صلى الله عليه وسلم - كونها برهان على إيمان صاحبها فهي تغذي الإيمان وتنميه، والإعراض عن اللغو الذي هو كلام لا خير فيه، وكل فعل لا خير فيه -بل يقولون الخير ويفعلونه، ويتركون الشر قولاً وفعلاً- لا شك أنه من الإيمان ويزداد به الإيمان ويثمر.
ولهذا كان الصحابة - رضي الله عنهم - ومن بعدهم, إذا وجدوا غفلة أو تشعث إيمانهم، يقول بعضهم لبعض "اجلس بنا نؤمن ساعة" فيذكرون الله، ويذكرون نعمه الدينية والدنيوية، فيتجدد بذلك إيمانهم، وكذلك العفة عن الفواحش خصوصًا فاحشة الزنى، ولا ريب أن هذا من أكبر علامات الإيمان ومنمياته.
فالمؤمن لخوفه مقامه بين يدي ربه، {وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى} [النازعات: 40] إجابة

[1] التوضيح والبيان (54).
[2] التوضيح والبيان (54).
نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 241
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست