نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 242
لداعي الإيمان، وتغذية لما معه من الإيمان، ورعاية العهود والأمانات وحفظها من علامات الإيمان، وإذا أردت أن تعرف إيمان العبد ودينه فانظر حاله: هل يرعى الأمانات كلها مالية أو قولية، أو أمانات الحقوق؟ وهل يرعى الحقوق والعهود والعقود التي بينه وبين الله، والتي بينه وبين العباد؟ إذ لم يكن كذلك نقص من دينه وإيمانه بمقدار ما انتقص من ذلك. وحتمًا بالمحافظة على الصلوات على حدودها، وحقوقها، وأوقاتها - لأن المحافظة على ذلك بمنزلة الماء الذي يجري في بستان الإيمان فيسقيه وينميه ويؤتي أكله كل حين.
تاسعًا: ومن دواعي زيادة الإيمان وأسبابه الدعوة إلى الله وإلى دينه والتواصي بالحق والتواصي بالصبر؛ والدعوة إلى أصل الدين، والدعوة إلى التزام شرائعه بالأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر. وبذلك يكمل العبد بنفسه، ويكمل غيره كما أقسم تعالى بالعصر؛ أن جنس الإنسان لفي خسر إلا من اتصف بصفات أربع: الإيمان والعمل الصالح اللذين بهما تكمل النفس، والتواصي بالحق -الذي هو العلم النافع والعمل الصالح والدين الحق- وبالصبر على ذلك كله؛ يكمل غيره.
وذلك: أن نفس الدعوة إلى الله والنصيحة لعباده، من أكبر مقومات الإيمان وصاحب الدعوة لا بد أن يسعى بنصر هذه الدعوة، ويقيم الأدلة والبراهين على تحقيقها، ويأتي الأمور من أبوابها، ويتوصل إلى الأموِر من طرقها، وهذه الأمور من طرق الإيمان وأبوابه [1] قال تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (33) وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (35) وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [فصلت: 33 - 36] ومن حرص على نصح الناس ودعوتهم إلى دين الله لا بد أن يجازيه الله ويؤيده بنور منه، وروح وإيمان وقوة توكل، فإن الإيمان وقوة التوكل على الله، يحصل بهما [1] التوضيح والبيان (58).
نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 242