نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 250
الحادي عشر: ومن ثمرات الإيمان: الانتفاع بالمواعظ والتذكير بالآيات:
قال تعالى: {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ} [الذاريات: 55].
وقال: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ} [الحجر: 77].
وهذا لأن الإيمان يحمل صاحبه على التزام الحق واتباعه، علمًا وعملاً وكذلك معه الآلة العظيمة والاستعداد لتلقي المواعظ النافعة والآيات الدالة على الحق، وليس عنده مانع يمنعه من قبول الحق، ولا من العمل به.
وأيضًا: فالإيمان يوجب سلامة الفطرة، وحسن القصد، ومن كان كذلك انتفع بالآيات، ومن لم يكن كذلك فلا يستغرب عدم قبولهم للحق واتباعه له، ولهذا يذكر الله -في سياق تمنع الكافرين من تصديق الرسول - صلى الله عليه وسلم - وقبولهم الحق الذي جاء به- السبب الذي أوجب لهم ذلك وهو الكفر الذي في قلوبهم، يعني لأن الحق واضح وآياته بينه واضحة والكفر أعظم مانع يمنع من اتباعه، أي فلا تستغربوا هذه الحالة, فإنها لم تزل دأب كل كافر [1].
الثاني عشر: ومنها أن الإيمان يقطع الشكوك التي تعرض لكثير من الناس فتضر بدينهم، قال تعالى:
{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا} [الحجرات: 15] أي دفع الإيمان الصحيح الذي معه الريب والشك الموجود، وإزالته بالكلية، وقاوم الشكوك التي تلقيها شياطين الإنس والجن، والنفوس الأمارة بالسوء فليس لهذه العلل المهلكة دواء إلا تحقيق الإيمان. ولهذا ثبت في الحديث الصحيح عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: " لا يزال الناس يسألون حتى يقال: هذا الله خلق الخلق، فمن خلق الله؟ فمن وجد ذلك فليقل آمنت بالله " [2]. وفي رواية " فليستعذ بالله ولينته " [3]. [1] انظر: التوضيح والبيان (81). [2] رواه مسلم، كتاب الإيمان، باب بيان الوسوسة في الإيمان، (1/ 119). [3] المرجع السابق (1/ 120).
نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 250