نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 291
وأنهم منزهون عن الدنايا مبرؤون من كل سوء صادقون في أقوالهم، قدوة وأسوة في أفعالهم وأعمالهم، لا يأتون منكرًا ولا يقولون زورًا، ولا يستحقون ذمًّا ولا يستوجبون عقابًا، أمرنا الله بالاقتداء بهم واتباع هديهم فقال: {أُولَئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ (89) أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} [الأنعام: 89 - 90].
وترى محبتهم واجبة، ونصرتهم لازمة؛ لذلك كان نبيها ورسولها محمد - صلى الله عليه وسلم -، أحب إليها من النفس والمال، والولد والوالد، كما جاء في الحديث الصحيح عن أنس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين " [1].
ولما أخذ رسول الله بيد عمر بن الخطاب وقال له عمر يا رسول الله: " لأنت أحب إلي من كل شيء إلا من نفسي، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - لا والذي نفسي بيده حتى أكون أحب إليك من نفسك فقال له عمر: فإنه الآن والله لأنت أحب إلي من نفسي، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - الآن يا عمر " [2].
ولقد كان الصحابة رضوان الله عليهم يفدون النبي - صلى الله عليه وسلم - بأموالهم وأنفسهم، فكان منهم من يقيه بجسده وقع السهام والنبال كما صنع أبو دجانة [3] - رضي الله عنه - في غزوة أحد [4]. ولم يخذلوه قط أو يتخلفوا عن نصره والقتال بين يديه، حتى قال قائلهم يوم بدر وهو المقداد بن عمرو - رضي الله عنه - [5]: " يا رسول الله امض لما أراك الله فنحن معك، والله لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى: {فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ} [المائدة: 24] ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما [1] البخاري، كتاب الإيمان، باب حب الرسول - صلى الله عليه وسلم - (1/ 58). [2] البخاري، الأيمان والنذور، باب كيف كانت يمين النبي - صلى الله عليه وسلم - (11/ 523)، رقم (6632). [3] أبو دجانة هو: سماك بن خرشة، متفق على شهوده بدرًا، وكان ممن ذب عن النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم أحد، استشهد باليمامة، انظر: الإصابة، (4/ 58). [4] انظر: سيرة ابن هشام (2/ 82). [5] هو المقداد بن عمرو الكندي، شهد بدرًا والمشاهد بعدها، وكان فارسًا يوم بدر، مات سنة (33 هـ)، في خلافة
عثمان. انظر: ابن حجر، الإصابة (3/ 454).
نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 291