responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 392
وقد سبق أن أوضحت أن الوسطية تعني الاستقامة، وأن قوله تعالى: (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ) [الفاتحة: 6]، من أقوى الأدلة على منهج الوسطية، كما يقرره القرآن الكريم.
ثالثا: الآيات التي جاءت في بعض أنواع العبادة كالصلاة، والدعاء وغيرهما، حيث نجد فيها أمرًا بالتزام منهج الوسط، ونهيا عن الإضاعة أو الرهينة، وهو ما يمثل الإفراط والتفريط.
وسأذكر بعض الآيات التي وردت في ذلك، مقتصرا على ما يبين المراد، مع بيان دلالة الآية على الوسطية:
1 - ذم الله الإفراط في العبادة والغلو فيها، حيث قال في حق بني إسرائيل من النصارى: (وَرَهْبَانِيَّةً ابتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلاَّ ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ) [الحديد: 27].
قال القاسمي: (الرهبانية هي المبالغة في العبادة، والرياضة والانقطاع عن الناس، وإيثار العزلة والتبتل) [1].
وقال ابن كثير: (وَرَهْبَانِيَّةً ابتَدَعُوهَا) أي: ابتدعتها أمة النصارى ما كتبناها عليهم. أي: ما شرعناها لهم، وإنما هم التزموها من تلقاء أنفسهم: (فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا)، أي: فما بما التزموه حق القيام، وهذا ذم لهممن وجهين:

أحدهما: الابتداع في دين الله ما لم يأمر به الله.
الثاني: في عدم قيامهم بما التزموه، مما زعموا أنه قربة تقربهم إلى الله -عز وجل- [2].
وهذه الرهبانية التي ابتدعها النصارى لم يشرعها الله، وهي غلو في العبادة، ولذلك كانت النتيجة عدم قدرتهم على المحافظة عليها لمشقتها وصعوبتها.

[1] انظر: تفسير القاسمي (16/ 8).
[2] انظر: ابن كثير (4/ 315).
نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 392
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست