responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 393
وقول الله تعالى: (مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ) دليل على أن الله لا يشرع ولا يكلف بما فيه غلو ومشقة، كما سبق بيانه ولقد اعترف عدد من متأخرى النصارى بخطأ هذا الغلو والرهبنة التي ابتدعها أسلافهم، وأنها ليست من دين الله، ونحن لسنا بحاجة إلى ذلك؛ لأن الله قد بين هذا الأمر في كتابه، ولكن هذا الاعتراف له دلالاته التي لا تخفي.
وقد ذكر القاسمي بعض هذه الاعترافات تفصيلا، أذكر موجزًا منها ([1]):
قال صاحب ريحانة النفوس - وهي نصراني: (إن الرهبنة قد نشأت من التوهم بأن الانفراد عن معاشرة الناس، واستعمال التقشفات والتأملات الدينية، وهي ذات شأن عظيم، ولكن لا يوجد سند لهذا الوهم في الكتب المقدسة؛ لأن مثال المسيح، ومثال رسله يضادانه باستقامة، ثم قال، ونحن نقول بكل جرأة: إنه لا يوجد في جميع الكتب المقدسة مثال، ونحن نقول للرهبنة، ولا يوجد أمر من أوامره يلزم بها، بل العكس) [2].
وذكر القاسمي نقلا عن النصارى من كتاب البراهين الإنجيلية ضد الأباطيل البابوية: إن ذم الزيجة خطأ، لأنها عمل الأفضل، لأن الرسول أخبر بأن الزواج خير من التوقد بنار الشهوة، ثم قال: ومن المعلوم أن الطبيعة البشرية تغضب الإنسان على استيفاء حقها، ومن العدل أن نستوفيها، إلى أن قال: ولذلك نرى كثيرا من القساوسة والشمامسة، لا بل من البابوات المدعين بالعصمة، قد تكردسوا في هوة الزنى، لعدم تحصنهم بالزواج الشرعي.
ثم قال: فالطريقة الرهبانية هي اختراع شيطاني قبيح، لم يكن له رسم في الكتب المقدسة، ولا في أجيال الكنيسة الأولى وختم كلامه الطويل -بقوله: ولا تتسع الصحف لشرح جميع الأضرار التي وقعت على العالم بسبب الرهبنات. ثم عقب القاسمي على ذلك: وهو حجة عليهم منهم [3].

[1] انظر: تفسير القاسمي (16/ 5698).
[2] انظر: تفسير القاسمي (16/ 5700).
[3] انظر: تفسير ابن كثير (3/ 137).
نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 393
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست