responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 394
هذه نتيجة الرهبنة والإفراط والغلو الذي ذمه الله، فقال: (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ) [النساء: 171]، وقال: (وَرَهْبَانِيَّةً ابتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ) [الحديد:27].
وكما ذم الله الغلو والرهبنة فقد ذم التفريط، والتضييع والإهمال، فقال سبحانه: (فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاَةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا) [مريم: 59].
وقال ابن كثير مبينا دلالة هذه الآية على الخروج عن منهج الوسطية.
لما ذكر الله تعالى حزب السعداء، وهم الأنبياء -عليه السلام-، ومن اتبعهم من القائمين بحدود الله، وأوامره، المؤدين فرائض الله، التاركين لزواجره، وذكر أنه (فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ) أي قرون أخرى: (أَضَاعُوا الصَّلاَةَ) وإذا أضاعوها فهم لما سواها من الواجبات أضيع؛ لأنها عماد الدين وقوامه وخير أعمال العباد، وأقبلوا على شهوات الدنيا وملاذها، ورضوا بالحياة الدنيا واطمأنوا بها، فهؤلاء سيلقون غيا، أي خسارة يوم القيامة [1].
وقال الشنقيطي في تفسير الآية: (فخلف من بعد أولئك النبيين خلف، أي: أولاد سوء. ثم قال: إن هذه الخلف السيء الذي خلف من بعد أولئك النبيين الكرام كان من صفاتهم القبيحة أنهم أضاعوا الصلاة، واتبعوا الشهوات ثم قال: فإذا عرفت الكلام في الآية الكريمة، وأن الله توعد فيها من أضاع الصلاة واتبع الشهوات بالغي، الذي هو الشر العظيم، والعذاب الأليم، فاعلم أنه أشار إلى هذا المعني في مواضع أخرى، كقوله في ذم الذين يضيعن الصلاة ولا يحافظون عليها وتهديدهم: (4. ... فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَن صَلاَتِهِمْ سَاهُونَ) [الماعون: 4 - 6]، وأشار مواضع كثيرة إلى ذم الذين يتبعون الشهوات، وتهديدهم، وكقوله تعالى: (ذَرْهُمْ يَأكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الأمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ) [الحجر:3].
ويفهم من مفهوم مخالفة الآية الكريمة أن الخلف الطيبين لا يضيعون الصلاة، ولا يتبعون الشهوات، وقد أشار إلى هذا في مواضع كثيرة من كتابه، كما في سورة

[1] انظر: تفسير أن كثير (3/ 137).
نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 394
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست