responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 414
وإذا تأملنا في مهمة العبادة يمكننا أن نستخلص الآتي:
أولا: تثبيت الاعتقاد:
إن روح العبادة هو إشراب القلب حب الله تعالى، وهيبته، وخشيته، والشعور الغامر بأنه رب الكون ومليكه، والتوجه دائما بما شرع من شعائر ونسك، باعتبارها مظهرا عمليا دائما لصدق الإنسان في دعوى الإيمان، وتذكيرا مستمرا بسلطان الإله الأعلى، وإلهابا متجددًا لجذوة اليقين في الله، ورجاء فضله وثوابه.
ولنأخذ مثالا عباديا لتثبيت معنى التوحيد، وإجلال الله تعالى، وهو (الأذان) وقد شرع بدخول أوقات الصلاة المفروضة، فهو يتكرر في اليوم والليلة خمس مرات، وينادي به منادي المسلمين صوتا في كل مكان يوجد به تجمع إسلامي، ولو كان أدنى الجمع من المسلمين، بل شرع مع ذلك للمسافر، والمنفرد، ولو كان في بادية لما يمثله من معان عظيمة ليس مجرد الإعلام بدخول الوقت.
إن المؤذن حين ينادي بصوته الأعلى: (الله أكبر الله أكبر)، ثم يكررها، يطلب شرعا أن يرده معه كل مسلم ومسلمة حين يسمعون هذا القول الأجل، لينسكب في مشاعر الجميع وفي أوقات متكررة متقاربة معنى الكبرياء المطلق لله رب العالمين، وأنه تعالى فوق كل شيء وأكبر من كل شيء فينبغي أن يعتز به وحده، ويلوذ بحماه وكنفه، ويستعلي فوق أعناق الطواغيت والجبارين بهذا النداء الجهير، الذي أراد الله -عز وجل- أن يتوطأ عليه المجتمع كله، وأن يظل حتى المنفرد على صلة دائمة به.
فإذا تقرر هذا المعنى عاد النداء لأجل ليملأ الآفاق: (اشهد أن لا إله إلا الله) وهو تذكير يومي بالعهد والميثاق الذي أعطاه العبد لربه بأن لا يعبد ولا يطيع إلا ربه الأكبر، المتفرد بالكبرياء في السماوات والأرض.
ثم يأتي الشق الثاني من الشهادة: (أشهد أن محمدًا رسول الله) وهو كما علمت إقرار متكرر أيضًا بالطريق الذي تؤخذ عنه العبادة المشروعة، والتي لا تصح إلا بالتلقي عن الوحي الإلهي الذي جاء به المعصوم -صلى الله عليه وسلم-.

نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 414
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست