responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 415
ثم يأتي رابعًا: الدعوة إلى الصلاة نفسها في جملتين فقط: (حي على الصلاة، حي على الصلاة)، لأن الآذان كما قلنا أبعد مدى، وأشمل آثارًا، ثم يأتي (خامسا) الدعوة العامة إلى الفلاح المطلق .. المتمثل في الاستجابة لهذا الدين الإلهي الأغر، ومثله وتعاليمه، وفي مقدمتها الصلاة بداهة. ولذلك يعود الشارع بالمؤذن إلى نقطة البد ليكبر في الختام للتأكيد على تفرده تعالى بالكبرياء، وإعلان التوحيد بصيغة الإقرار والإثبات بعد صيغة الشهادة السابقة: (الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله)، معنى هذا أن الآذان وحده يجري على ألسنة المؤمنين، ويسكب في ضمائرهم، ويغرس في حياتهم ووجدانهم إفراد الله تعالى بالكبرياء (ثلاثين) مرة يوميا، وإفراده تعالى بصفة الألوهية الذي تفرده بالعبادة والطاعة (خمس عشر) مرة، وهو نداء لا يتقيد بحدود معبد، أو مسجد، وإنما ينطلق ليدخل كل بيت، ويصافح كل سمع، ويطرق كل قلب يريد الهدى.
وإذا كان هذا هدف الوسيلة في تقرير الأصول العليا فإن القصد الذي تؤدي إليه (وهي الصلاة) أعظم شأنا، وأتم مظهرا، فقد فرضها الله على كل بالغ من الذكور والإناث خمس مرات في اليوم والليلة، وهي تبدأ بالتكبير ويطلب المصلي بتكرر هذه الجملة (الله أكبر)، في صلوات الفرض فقط (أربعة وتسعين مرة)، عدا ما يقرع سمعه بعددها من صلوات إمامه إذا صلى جماعة، فضلا عن السنن الراتبة والنوافل المطلقة وهي أضعاف ذلك.
ثم إن العبد يتلو كتاب ربه في صلاته، ويحني له ظهره راكعا، ويخر بجبهته ساجدًا، ويناجي مولاه معظما، ومسبحا، وحامدًا، وداعيا، وليس هناك في الوجود أسمى وأجل من هذه الشعيرة في ربط العبد بهذا السلطان الإلهي، وإلهاب نفسه بمعاني عظمته وسموه [1].
إن الصلاة عندما تؤخذ على وجهها الصحيح - واحة وراحة يسكن إلى ظلها

[1] انظر: المنهاج القرآني في التشريع (458).
نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 415
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست